ماذا نتوقع وكل العالم ضد نتانياهو وخططه للضم؟

حديث القدس

صار واضحاً ان كل العالم يقف ضد خطط رئيس وزراء اسرائيل نتانياهو، لضم نحو 30٪ من مساحة اراضي الضفة الغربية بما في ذلك المستوطنات ومنطقة الأغوار.

الاتحاد الاوروبي يقف ضد هذه المخططات، وحتى اميركا التي تدعم بشكل أعمى، بدأت كما يؤكد نتانياهو وبيني غانتس، بالتراجع عن الضوء الأخضر لذلك، ومن المقرر ان يصل الى اسرائيل اليوم وزير الخارجية الألماني هايكوماس للتباحث حول الموضوع وابلاغ القيادة الاسرائيلية بالموقف الاوروبي، كما سيلتقي مع رئيس الوزراء محمد اشتية عبر الفيديو كونفرنس بعد أن منعته اسرائيل من الوصول الى رام الله، وقد رجحت تقديرات ان الرفض الأوروبي لن يدفع ألمانيا فرض أو دعم عقوبات على اسرائيل أو الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مما يعني ان الرفض سيظل مجرد موقف وتأثيره قليل نسبياً.

ومن المقرر ان يجتمع وزراء منظمة التعاون الاسلامي اليوم ايضاً، لبحث مخططات الضم واتخاذ موقف تجاه ذلك، والمطلوب ليس مجرد اصدار بيان وانما اتخاذ اجراءات جدية سواء فيما يتعلق بالموقف من اسرائيل أو من خلال دعم السلطة خاصة وهي تعاني من أزمة مالية كبيرة وقد لا تجد حتى المال الكافي لدفع رواتب عشرات آلاف الموظفين.

لقد اتخذت السلطة اجراءات كثيرة وجادة ضد خطط الضم هذه، وقد هدد رئيس الوزراء حتى بسحب الاعتراف الفلسطيني بإسرائيل اذا نفذت خططها.

ومنطقة الاغوار والمستوطنات تشكل قضية في منتهى الخطورة، ولكن الممارسات الاسرائيلية، خلاف ذلك لا تتوقف، فقد صادروا اراضي في منطقة سلفيت وقطع المستوطنون مئات الاشجار وهم يخططون لتوسعة مستوطنة هناك، كما انهم أعلنوا عن البدء بشق شارع استيطاني في منطقة بيت لحم لربط مستوطنات غوش عتصيون وغيرها، كما انهم بدأوا بالاستيلاء على المياه بكل مصادرها في منطقة الأغوار وقطعها عن التجمعات الفلسطينية لإجبار المواطنين على الهجرة منها، وتمهيداً لاحتمال ضمها لهم، ومخططهم تجاه المنطقة الصناعية في وادي الجوز بالقدس واضح ومعروف، وكذلك في الخليل والحرم الابراهيمي هناك.

يبقى السؤال الكبير، ماذا سيفعل نتانياهو وقد وعد بضم الأغوار والمستوطنات بعد أسابيع قليلة أي في بداية تموز القادم، وهو لا يستطيع التراجع كلياً ولا يستطيع تنفيذ ما هدد به كلياً أيضاً، وترجح المصادر المختلفة أن يقوم نتانياهو بخطوة وسط، أي ربما ضم المستوطنات وربما أجزاء معينة من منطقة الاغوار وليس كلها.

نحن نواجه مرحلة خطيرة والمطلوب مواقف فعلية عربياً واسلامياً ودولياً، وبدون ذلك تبقى كل الاحتمالات واردة بما في ذلك انتفاضة شعبية …!!

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

العرب وإسرائيل وبناء السلام الإيجابي

بقلم:د. ناجي صادق شراب الفرضية الرئيسية التي يقوم عليها البناء الإيجابي للسلام، هي العمل على …