المسجد الاقصى خط احمر وغير قابل للقسمة

حديث القدس

دعوات جماعات الهيكل المزعوم لاقتحام المسجد الاقصى اليوم في ذكرى ما يسمى خراب هيكلهم وهي دعوات استفزازية والهدف منها ليس فقط المس بالحرم القدسي الشريف، بل هدمه وتحويل الصراع مع الاحتلال من صراع على الحقوق الوطنية لشعبنا الى صراع ديني، يعرض الامن والسلم العالميين للخطر، والذي تمتد شرارته الى جميع بقاع العالم.

وليس صدفة ان تأتي هذه الدعوات في يوم الوقوف على جبل عرفة وهو اهم مناسك الحج، الامر الذي يضع جميع المسلمين امام مسؤولياتهم، لان المسجد الاقصى المستهدف. ليس فقط للفلسطينيين، بل هو لجميع العرب والمسلمين في كافة ارجاء المعمورة، فهو اولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين.

كما ان ما نشرته القناة السابعة الاسرائيلية حول مجسم ما يسمى الهيكل الثالث يصب في هذا الاتجاه، خاصة وان منظمات جبل الهيكل المزعوم تدعي زورا وبهتانا، بان موقع هذا الهيكل هو في الحرم القدسي الشريف، الامر الذي يؤكد بأن هدف هذه المنظمات هو تحويل الصراع الى صراع ديني يضع العالم قاطبة على ابواب حرب كبيرة لا تحمد عقباها ولا يمكن التكهن بنتائجها المدمرة على المعمورة.

ان على دول العالم التحرك لوضع حد لهذه الانتهاكات من قبل هذه الجماعات المدعومة من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي، والتي تعمل على انهيار الاقصى لا سمح الله ولا قدر الله، ليكون ذلك ذريعة لاقامة هيكلهم المزعوم مكان الاقصى وقبة الصخرة المشرفة.

كما ان على الدول العربية والاسلامية التحرك، على كافة الاصعدة، لوضع حد لصلف الاحتلال، الذي كلما شاهد ان هذه الدول والحكومات لا تحرك ساكنا وتكتفي باصدار بيانات الشجب والاستنكار التي لا تسمن ولا تغني، تمادى اكثر فأكثر في انتهاكاته ومحاولاته تقسيم المسجد الاقصى مكانيا بعد ان قسمه زمانيا.

صحيح ان المقدسيين ومعهم جميع ابناء شعبنا في الداخل والخارج وفي الداخل الفلسطيني، تدافع بكل ما اوتيت من قوة عن مسرى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، الا انهم بحاجة لدعم هذه الدول والحكومات ليس فقط من خلال التصريحات والبيانات الممجوجة، بل الى خطوات عملية على ارض الواقع تردع الاحتلال وجماعات الهيكل وقطعان مستوطنيه الذين احرقوا قبل ايام فقط مرافق مسجد البر والاحسان في مدينة البيرة.

وعلى ابناء شعبنا في بيت المقدس واكناف بيت المقدس وفي الداخل الفلسطيني الاستجابة لدعوات الهيئات والمرجعيات الدينية التي دعت الى شد الرحال للمسجد الاقصى المبارك لمنع قطعان المستوطنين ومنظمات وجمعيات جبل الهيكل المزعوم من اقتحام اولى القبلتين والتصدي لهم ولمحاولاتهم التي قد تشعل المنطقة في حال بقيت الدول والحكومات العربية والاسلامية تكتفي بالتصريحات والتهديدات التي لا ترافقها اجراءات على الارض.

فالمسجد الاقصى وجميع مرافقه واسواره هو اسلامي خالص وهو خط احمر لكل من يحاول النيل منه، ولا يقبل القسمة على اثنين.

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

العرب وإسرائيل وبناء السلام الإيجابي

بقلم:د. ناجي صادق شراب الفرضية الرئيسية التي يقوم عليها البناء الإيجابي للسلام، هي العمل على …