جولة الحوار الوطني والآمال المعلقة عليها

حديث القدس

تبدأ اليوم جولة جديدة من الحوار الوطني الفلسطيني – الفلسطيني في قاهرة المعز، حول المواضيع التي تم تأجيلها في جلسة الحوار الوطني السابقة، ومن أبرزها انتخابات المجلس الوطني وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها لتضم كافة الفصائل كونها الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا في كافة أماكن تواجده.

وتأتي هذه الجولة من الحوار وسط تأكيدات من معظم الفصائل بأنه لن يكون هناك أي تراجع عن إجراء الانتخابات، الأمر الذي يدعونا الى التفاؤل بأن تكون هناك تفاهمات جديدة حول قضايا الحوار وغيرها من القضايا الأخرى التي قد تستجد على جدول الأعمال والمتعلقة جميعها بالانتخابات وتصحيح المسار وإنهاء الانقسام المدمر الذي ألحق بقضية شعبنا خسائر فادحة.

إن هناك بعض الفصائل قد أكدت انها لن تشارك في انتخابات المجلس التشريعي، اذا لم تجر انتخابات في داخل القدس للمقدسيين، وانه لا بد من ان تتحول معركة الانتخابات في القدس الى اشتباك بين الفلسطينيين والعالم أجمع ودولة الاحتلال، اذا ما رفضت وضع صناديق اقتراع داخل المدينة وتراجعت عن تهديداتها بإبعاد وتهديد المقدسيين في حال ترشحهم لهذه الانتخابات.

ان على دول العالم، خاصة الدول التي أشادت بمراسيم إجراء الانتخابات، التحرك على ارض الواقع لمنع دولة الاحتلال ممثلة بالحكومة اليمينية وعلى رأسها اليميني المتطرف بنيامين نتنياهو، من وضع العراقيل أمام اجراء الانتخابات في القدس، خاصة وان الاتفاقات الموقعة بين دولة الاحتلال والسلطة الفلسطينية تسمح، بل وتؤكد على حق المقدسيين في المشاركة من داخل مدينتهم بهذه الانتخابات، وقد شاركوا في الانتخابات الاولى التي أعقبت اتفاق أوسلو، رغم انه ينتقص من حقوق شعبنا الوطنية الثابتة في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

كما ان السلطة الفلسطينية أعادت علاقاتها مع دولة الاحتلال في أعقاب إعلام ممثلها للجانب الفلسطيني بموافقة دولته المحتلة على الالتزام بالاتفاقات الموقعة مع الجانب الفلسطيني، الأمر الذي يدعو دول العالم للضغط على حكومة الاحتلال للالتزام بذلك، وهذا يعني من بين ما يعنيه السماح للمقدسيين بالمشاركة في الانتخابات من داخل مدينتهم، القدس الشرقية.

ومع كل ذلك، فإننا نأمل من حوار القاهرة ان يتم التوصل الى حل جميع العراقيل التي تواجه الانتخابات، خاصة انتخابات المجلس التشريعي التي ستكون مقدمة لانتخابات الرئاسة والمجلس الوطني، وكذلك إرغام دولة الاحتلال على إجراء الانتخابات في القدس.

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

العرب وإسرائيل وبناء السلام الإيجابي

بقلم:د. ناجي صادق شراب الفرضية الرئيسية التي يقوم عليها البناء الإيجابي للسلام، هي العمل على …