يوم الأرض الخالد وضرورة وحدة الصف الفلسطيني

توافق، اليوم الثلاثاء، الذكرى الـ45 ليوم الأرض الخالد الذي سطر فيه شعبنا في الداخل الفلسطيني ملحمة بطولية، رفضا لقرار سلطات الاحتلال الاسرائيلي مصادرة حوالي 21 ألف دونم من أراضي القرى العربية في الجليل في إطار محاولات السطات الاسرائيلية تهويد الجليل من خلال إقامة مستوطنات وطرق استيطانية على هذه الاراضي للحد من التمدد العمراني والسكاني الفلسطيني، ولكي يصبح اليهود في منطقة الجليل أكثرية.

ورفضا لقرار المصادرة أعلن الاضراب الشامل، ولدى محاولات شرطة الاحتلال افشال الاضراب وفكه، اندلعت مواجهات بين المواطنين وشرطة الاحتلال التي لم تتوان في إطلاق الرصاص على المواطنين الذين لا يملكون سوى صدورهم العارية، ما أدى الى استشهاد ستة مواطنين واصابة واعتقال المئات وزجهم في سجون الاحتلال ظنا منهم بأن من شأن ذلك ارهابهم، ومنعهم من القيام بأية احتجاجات على مصادرة الأراضي أو تهويد الجليل.

ومنذ ذلك الوقت وجماهير شعبنا في الداخل الفلسطيني، وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وفي كافة أماكن تواجده في مخيمات الشتات وفي جميع بقاع العالم يحيون هذا اليوم الخالد، الذي فيه استطاعت جماهير شعبنا في الداخل من مواجهة شرطة الاحتلال المدججة بالأسلحة وكافة معدات القمع.

فهذا اليوم المشهود هو دليل على ان شعبنا في الداخل المحتل لا يمكنه السكوت على الظلم والاستبداد والعنصرية وانه مستعد لتقديم الغالي والنفيس من أجل الدفاع عن أرضه وأرض آبائه وأجداده، ولكن عند مقارنة ما أنجزه يوم الأرض من وحدة الصف الفلسطيني في مواجهة صلف سلطات الاحتلال، نرى اليوم ان هذه الوحدة منقسمة وخير دليل على ذلك ما جرى في انتخابات الكنيست الاسرائيلي، حيث ترشحت قائمتان وفازت إحداهما بستة مقاعد والثانية بأربعة مقاعد، الأمر الذي شتت أصوات المواطنين وتراجع في عدد المقاعد عندما كانت هناك قائمة موحدة في انتخابات العام الماضي حيث حصلت القائمة الموحدة على 15 مقعدا.

كما نلاحظ تزايد عمليات العنف والقتل في مجتمعنا الفلسطيني في الداخل، الأمر الذي أدى الى وقوع ضحايا، وتفكك المجتمع بدلا من وحدته في مواجهة الإجراءات والانتهاكات الاسرائيلية بحقه.

إن المطلوب من قادة المجتمع الفلسطيني في الداخل تكثيف الجهود من أجل وضع حد لعمليات العنف والقتل، التي يتحمل مسؤوليتها بالدرجة الأولى السلطات الاسرائيلية التي تدعم ذلك لتنفيذ مخططاتها في الاستيلاء على الأرض ومنع توحد المجتمع الفلسطيني في الداخل.

جريدة القدس

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

العرب وإسرائيل وبناء السلام الإيجابي

بقلم:د. ناجي صادق شراب الفرضية الرئيسية التي يقوم عليها البناء الإيجابي للسلام، هي العمل على …