أين العالم من مأساة غزة ؟

حديث القدس

مرة اخرى تثير الأوضاع المأساوية في قطاع غزة كل مشاعر التضامن والمساعدة اللازمة والمستعجلة، حيث يعيش نحو 2 مليون انسان في ظروف من أصعب ما يكون من كل النواحي المعيشية والصحية، خاصة مع انتشار جائحة الكورونا وتوقف محطة الكهرباء الوحيدة في القطاع، ويتم تزويد المواطنين وكل المؤسسات الاخرى بنحو ساعتين أو ثلاث ساعات يومياً بالتيار وذلك منذ 18 آب الجاري وهذا بالطبع غير كاف لتوفير أبسط الاحتياجات الانسانية.

والسبب الرئيس لهذه الأوضاع هو الحصار الذي يفرضه الاحتلال وتوقف دخول الوقود والمستلزمات الطبية وكل الاحتياجات الاخرى التي تشكل أبسط ضروريات الحياة بأبسط صورها، وهي أوضاع لا يجب السكوت عليها أو تجاهلها لانها قضية وطنية وعربية واسلامية ودولية وعلى المجتمع الدولي ان يبادر فوراً الى ايجاد الحلول التي تخفف من هذه المأساة. ولا بد في هذا السياق من الاشارة، للمرة الألف، الى ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية وتقديم كل الخدمات الممكنة لأهلنا المحاصرين، كما ان الشقيقة مصر مطالبة بالدرجة الاولى على توفير وتسهيل كل ما هو ممكن وضروري من خدمات، ولا بد ايضاً من التأكيد على ان القيادات في القطاع مسؤولة أيضاً وبشكل هام وكبير للعمل على توفير الظروف المناسبة لتحسين هذه الاوضاع ..!!

ممارسات الاحتلال غير القانونية لا تتوقف

ممارسات الاحتلال غير القانونية وغير الانسانية في كل انحاء الأرض المحتلة لا تتوقف أبداً، ففي القدس هدموا ثلاثة منازل و٨ منشآت في رام الله وسلموا اخطارات بالهدم في كل من اريحا وبيت لحم، كما أصدرت محاكم الاحتلال غرامات مالية بحق اطفال بلغت نحو ٢٧٠ ألف شيكل منذ بداية العام الحالي، في قطاع غزة فقط.

وهذه الغرامات تشكل عبئاً كبيراً على المواطنين الذين يعانون أساساً من ضائقة اقتصادية واضحة، ويتم فرض هذه الغرامات لدى اعتقال الاطفال وهم يرفضون الافراج عنهم قبل دفعها.

ومن المعروف ان سلطات الاحتلال تفرض قيوداً كثيرة ضد نشطاء ومقاومين، ومن ابرز هذه المظاهر ما يقومون به ضد محافظ القدس عدنان غيث، حيث تم اعتقاله أو توقيفه نحو 17 مرة، وقد سلمته مخابرات الاحتلال اخطاراً يقيد تحركه حتى داخل المدينة بعد ان منعته من دخول الضفة أو حتى الاتصال بجهات أو شخصيات وطنية.

انهم بهذه الممارسات يعتقدون انهم يقتلون التحرك والنشاط السياسي والوطني ولكنهم مخطئون تماماً والتاريخ الطويل لشعبنا وتضحياته على مر السنين أكبر شاهد على اننا باقون رغم كل التحديات ..!!

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

العرب وإسرائيل وبناء السلام الإيجابي

بقلم:د. ناجي صادق شراب الفرضية الرئيسية التي يقوم عليها البناء الإيجابي للسلام، هي العمل على …