قال المندوب الفلسطيني الدائم لدى الجامعة العربية، السفير مهند العكلوك، أمس الثلاثاء، إن الاجتماع التحضيري للدورة الـ32 للقمة العربية يعد قرارا “تاريخيا” بشأن النكبة الفلسطينية.
وانطلقت أمس الأول أولى الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية في دورتها العادية الـ 32، في مدينة جدة غربي السعودية، قبل أن يلتئم ثاني الاجتماعات على مستوى المندوبين الدائمين، الثلاثاء، وينتظر أن ينعقد اجتماع ثالث لوزراء الخارجية العربية لم يحدد موعده بعد.
وأفاد العكلوك بأن “القمة العربية ستعتمد قرارا بتعريف النكبة قانونا للمرة الأولى وإدانة من ينكرها، على أن يكون يوم 15 أيار/ مايو من كل عام يوما عربيا ودوليا لاستذكار النكبة”.
ووصف المندوب الفلسطيني، في تصريحات نقلتها وكالتا الأنباء المصرية والفلسطينية، القرار المرتقب بأنه “إنجاز مهم وتاريخي”.
من جهة أخرى اقتحم عشرات المستوطنين المتطرفين، صباح أمس الثلاثاء، المسجد الأقصى، من باب المغاربة، بحماية مشددة من الشرطة الإسرائيلية.
وقامت قوات شرطة الاحتلال بنشر وحداتها الخاصة في باحات الأقصى، وعند أبوابه، لتأمين اقتحامات المستوطنين. وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية إن “عشرات المستوطنين اقتحموا الأقصى، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسا تلمودية في منطقة باب الرحمة شرقي المسجد، فيما تواصل شرطة الاحتلال فرض قيودها على دخول الفلسطينيين للأقصى.
إلى ذلك أصدرت وزارة الخارجية الفلسطينية بيانا اتهمت فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالاعتراف علانية وبعبارات دموية بارتكابه جرائم ضد الشعب الفلسطيني.
وجاء البيان أمس الثلاثاء ردا على ما اعتبرتها “تصريحات استفزازية لنتنياهو بشأن ما تسمى مسيرة الأعلام وتفاخره بأنها ستتم وفقا لمسارها التقليدي واقتحامها لأحياء ومناطق القدس الشرقية المحتلة”.
وقال نتنياهو أمس الأول إن “مسيرة الأعلام الإسرائيلية” المرتقبة يوم غد الخميس “ستقام في موعدها وبمسارها وبشروطها”، وفق شريط مسجل نشره على شبكات التواصل الاجتماعي.
وتنظم هذه المسيرة سنويا في ذكرى احتلال القدس الشرقية وفق التقويم العبري، ويحمل خلالها المشاركون العلم الإسرائيلي ويمرون من باب العامود أحد أبواب البلدة القديمة في القدس الشرقية، وعبر البلدة نفسها وصولا إلى حائط البراق الذي يسميه اليهود “حائط المبكى”.
وأدانت الخارجية الفلسطينية “بشدة” أقوال نتنياهو “ودعواته التحريضية والرخيصة التي يمنحها لاغتيال الفلسطينيين وبعبارات دموية (مثل) دمه مهدور”.
وأضافت أن أقوال نتنياهو وعباراته “أشبه ما تكون بمنهج العصابات التي تتعامل مع الأرض الفلسطينية كميدان للتدريب والرماية، ومع المواطنين الفلسطينيين كأهداف مباحة وسهلة للقتل”.
وأوضحت أن تلك التصريحات “اعترافات علنية وصريحة أمام المجتمع الدولي بتورطه والمستوى السياسي لدولة الاحتلال في جميع الجرائم التي ترتكب بحق أبناء شعبنا عبر إعطاء التعليمات وتسهيلها لقتل الفلسطينيين وتوفير الحماية السياسية والقانونية لمرتكبي الجرائم”.
والأحد، قال نتنياهو في كلمته خلال الاجتماع الأسبوعي لحكومته بعد ساعات من دخول اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ: “قمنا بتغيير المعادلة في غزة، واغتلنا قيادة الجهاد الإسلامي بكاملها”، مضيفا أن “من يحاول إيذاءنا سيدفع حياته ثمنا”.
والسبت، دخل اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية حيز التنفيذ، بعد مواجهات مسلحة استمرت 5 أيام، أسفرت عن استشهاد 33 فلسطينيا بينهم 6 أطفال و3 سيدات.
وفي بيانها، قالت الخارجية الفلسطينية إن الحكومة الإسرائيلية “تتعمد تصعيد الأوضاع في ساحة الصراع بطريقة ممنهجة وتغلق صفحة من الجرائم لتفتح صفحة أخرى في حرب مفتوحة على شعبنا”.
واستنكرت “صمت المجتمع الدولي والدول التي تدعي الحرص على مبدأ حل الدولتين وحقوق الإنسان تجاه تفاخر أكثر من مسؤول إسرائيلي رسمي بسياسة الاغتيالات والقتل خارج القانون ومسيرة الأعلام الاستفزازية”.
وقالت القناة الإخبارية الإسرائيلية “13”، إن “4 وزراء أعلنوا مشاركتهم في المسيرة (المرتقبة) وهم وزراء الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش والمواصلات ميري ريغيف وتطوير النقب إسحاق فاسرلاوف”.
وكانت فصائل فلسطينية طالبت في الأسابيع القليلة الماضية بإلغاء المسيرة، التي تسببت في الماضي باشتباكات بين فلسطينيين من جهة ومستوطنين وعناصر الشرطة الإسرائيلية من جهة أخرى.
ويصر الفلسطينيون على أن القدس الشرقية المحتلة عام 1967 عاصمة دولتهم، فيما تقول إسرائيل إن المدينة بشطريها الشرقي والغربي عاصمة لها.