يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 18 مارس/ آذار الماضي، في أعقاب انهيار تهدئة هشة سرعان ما تراجع عنها رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ليستأنف سياسة الحرب الشاملة، بما في ذلك عمليات الإبادة والتهجير، ووقف المساعدات الإنسانية، وإغلاق المعابر. يأتي ذلك في سياق عدوان مستمر منذ قرابة 17 شهرا.
وقد وسع الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، عملياته العسكرية في وسط قطاع غزة، إذ أقدم على تفجير عدد من المنازل السكنية شرق مدينة غزة. كما وجه إنذارات للنازحين الفلسطينيين المتواجدين في مدرسة “فاطمة بنت أسد” في بلدة جباليا شمال القطاع، يطالبهم فيها بإخلاء المبنى تمهيدا لقصفه.
وفي اليوم الـ30 من استئناف العمليات العسكرية، أعلنت كتائب القسام فقدان الاتصال مع المجموعة المسؤولة عن أسر الجندي الأميركي عيدان ألكسندار، وذلك بعد قصف نفذه الجيش الإسرائيلي. من جهتها، أكدت الإدارة الأميركية أن العثور على الجندي ألكسندار يشكل أولوية قصوى للرئيس دونالد ترامب.
أما على صعيد الجهود السياسية، فقد صرح قيادي في حركة حماس بأن المفاوضات التي جرت مؤخرا في القاهرة لم تفض إلى نتائج، مؤكدا أن المقترح الذي طرح خلال الجولة مرفوض تماما من جميع الفصائل.
وأضاف أن المقترح تضمن شروطا مرفوضة، أبرزها نزع سلاح المقاومة، دون أي ضمانات حقيقية لإنهاء الحرب أو انسحاب قوات الاحتلال من القطاع.
في السياق ذاته، توعّد نتنياهو، خلال زيارته إلى شمال القطاع برفقة وزير الأمن يسرائيل كاتس ورئيس الأركان إيال زامير، بمواصلة الضربات ضد حركة حماس، مؤكدا أن الحملة العسكرية ستتواصل.
على الصعيد الإنساني، حذر مدير مستشفيات غزة من أزمة حادة في الوقود، مشيرا إلى أن الكميات المتوفرة لا تكفي لأكثر من أسبوعين. وأوضحت وزارة الصحة في غزة أن الخدمات الصحية تقدم في ظل نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، ما يعيق الطواقم الطبية عن أداء تدخلاتها الطارئة لعلاج الجرحى.
من جهة أخرى، تواصلت التفاعلات داخل إسرائيل حول العرائض الشعبية المناهضة لاستمرار الحرب والمطالبة بإتمام صفقة التبادل وإعادة جميع المختطفين، حيث تجاوز عدد الموقعين 100 ألف شخص.
وأفادت صحيفة “هآرتس” أن الجيش الإسرائيلي قلص عدد قوات الاحتياط واستدعاءاتهم، وسط مؤشرات على وجود أزمة حقيقية داخل صفوف الاحتياط، تفوق ما يتم الإعلان عنه رسميا. وفي هذا السياق، شدد رئيس الأركان إيال زامير على أنه لن يسمح للخلافات بالتغلغل إلى داخل الجيش.