الأمم المتحدة تدعو لدخول مئات الشاحنات الإنسانية والتجارية لغزة يوميا

6 أغسطس 2025آخر تحديث :
الأمم المتحدة تدعو لدخول مئات الشاحنات الإنسانية والتجارية لغزة يوميا

دعا مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إلى دخول مئات الشاحنات الإنسانية والتجارية إلى قطاع غزة يوميا، بسرعة ودون عوائق، لمواجهة الأزمة الإنسانية المتفاقمة. وعلى الرغم من إعلان إسرائيل عن وقف تكتيكي للقتال لتسهيل مرور المساعدات، إلا أن دخول الشاحنات لا يزال محدودا، حيث تسمح إسرائيل بدخول أعداد قليلة عبر معبر كرم أبو سالم شرق رفح، في حين يحتاج القطاع إلى نحو 600 شاحنة يوميا على الأقل لتلبية الاحتياجات الأساسية لأكثر من مليوني فلسطيني.

وأفاد المكتب الأممي أن كمية المساعدات التي دخلت غزة لا تكفي، وأن العراقيل لا تزال تعيق توصيل الإمدادات الضرورية، خاصة الوقود الذي يعد حيويا لاستمرار العمليات الإنسانية، بما في ذلك تشغيل المستشفيات وشاحنات الإغاثة، بالإضافة إلى عمليات تحلية المياه والصرف الصحي. وتمكن فريق الأمم المتحدة من جمع حوالي 200 ألف لتر من الوقود يوم الاثنين، إلا أن الكميات التي دخلت خلال الأسبوع الماضي لم تتجاوز 29 ألف لتر، وهي غير كافية لتلبية الحاجة الملحة للقطاع.

وفي مؤتمر صحفي بجنيف، قال يانس لاركيه، المتحدث باسم أوتشا، إن الفرق بين المساعدات التي تصل والاحتياجات الهائلة التي يواجهها السكان هو فرق غير متناسب، مؤكدا أن غزة على شفا المجاعة. وأوضح أن الحاجة تتطلب دخول مئات الشاحنات يوميا، وليس فقط أسبوعيا، وربما لسنوات قادمة، معتبرا أن إعلان إسرائيل عن السماح بدخول بضائع تجارية لن يحل الأزمة، نظرا لارتفاع تكاليفها وارتفاع معدلات البطالة بين السكان.

وأشارت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إلى أن الحاجة اليومية لا تقل عن 600 شاحنة لتلبية الاحتياجات الإنسانية، وأن معظم سكان غزة يعانون من البطالة، مما يزيد من الاعتماد على المساعدات المجانية التي تتوفر من الجهات المانحة، والتي تم سداد ثمنها مسبقا، إلا أن التسهيلات اللازمة لدخولها لا تزال مفقودة.

الحاجة ماسة إلى دخول مئات الشاحنات يوميا لضمان إغاثة السكان في غزة، حيث تتفاقم الأزمة الإنسانية بشكل غير مسبوق

وفيما يخص الأطفال، أكدت منظمة اليونيسيف أن الإمدادات الغذائية التي دخلت خلال الأسبوع الماضي، والتي تشمل حليب الأطفال ومستلزمات النظافة، تمثل جزءا ضئيلا من المطلوب، وأن سوء التغذية بين الأطفال في غزة وصل إلى مستويات كارثية، مع انتشار سريع لسوء التغذية الحاد، وارتفاع حالات الوفاة جوعا. وحذرت المنظمة من أن الغالبية العظمى من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد سيموتون لاحقا لأسباب أخرى، نظرا لضعف مناعتهم، وأن معظم هؤلاء الأطفال لا يستطيعون الوصول إلى المستشفيات.

وشدد جيمس إلدر، المتحدث باسم اليونيسيف، على ضرورة زيادة الضغط من قبل الحكومات، نظرا للوضع الغذائي الكارثي الذي يعاني منه الأطفال والنساء وكبار السن، مع تذكيره بأن قصف غزة منذ بداية العدوان في السابع من أكتوبر أسفر عن استشهاد أكثر من 211 ألف فلسطيني، بينهم العديد من الأطفال والنساء، إضافة إلى مئات الآلاف من النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح الكثيرين، وسط استمرار الحصار والإجراءات الإسرائيلية التي أدت إلى تفشي المجاعة وتدهور الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق.