أعلنت “مؤسسة غزة الإنسانية” المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، مساء الثلاثاء، أن مراكز توزيع المساعدات التابعة لها في قطاع غزة ستغلق أبوابها يوم الأربعاء لإجراء أعمال “ترميم وإعادة تنظيم” تهدف إلى تحسين كفاءة العمل.
وأكدت المؤسسة عبر منشور على صفحتها في فيسبوك أن عمليات التوزيع ستستأنف يوم الخميس.
وأعلن صندوق المساعدات الأميركي، بعد تحديث من الجيش الإسرائيلي، أنه لن يوزع المساعدات في قطاع غزة اليوم.
وأوضح متحدث باسم الصندوق أن التوزيع توقف مؤقتا بسبب إجراء محادثات مع الجيش الإسرائيلي تهدف إلى تعزيز الإجراءات الأمنية حول مواقع توزيع المواد الغذائية في القطاع.
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، أفيخاي إدرعي، قد أعلن في وقت سابق أن مراكز توزيع المساعدات لن تفتح اليوم بسبب أعمال “التجديد والتنظيم وتحسين الكفاءة”، على حد زعمه.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن مراكز التوزيع هذه ستظل مغلقة مؤقتا، محذرا عبر منشور على منصة “إكس” من أن الطرق المؤدية إليها ستكون “مناطق قتال”، ومنع الحركة عليها يوم الأربعاء.
يأتي ذلك في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي الجزئي على غزة بعد شهرين من الحصار الشامل، والذي حرم السكان من وصول المساعدات الإنسانية الضرورية.
ولسنوات طويلة، كانت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) هي الجهة المسؤولة عن توزيع المساعدات في غزة، لكن إسرائيل اتهمت الوكالة بتقديم غطاء لحركة حماس، وزعمت تورط بعض موظفيها في الهجوم على إسرائيل في أكتوبر 2023، ما أدى إلى تصعيد كبير في التوترات.
في الواقع، تحولت مراكز المساعدات الإنسانية في غزة، التي يفترض أن تكون ملاذا آمنا للمدنيين، إلى مواقع تهدد حياة النازحين.
فقد استهدف الجيش الإسرائيلي مرارا وتكرارا المدنيين أثناء توجههم إلى هذه المراكز، مما أسفر عن مئات الشهداء والجرحى بين النازحين الذين يسعون للحصول على المساعدات والغذاء.
هذه الهجمات المستمرة أظهرت كيف تحولت مراكز التوزيع من نقاط أمل إلى مصائد للموت، تزيد من معاناة السكان وسط ظروف إنسانية بالغة الصعوبة.
وترفض الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى العمل مع “مؤسسة غزة الإنسانية” بسبب مخاوف جدية بشأن شفافيتها وحيادها، خاصة في ظل الدعم الواضح الذي تتلقاه من الولايات المتحدة وإسرائيل، والشكوك حول ارتباطها بأهداف عسكرية إسرائيلية.
كل ذلك يعمّق من الأزمة الإنسانية في القطاع، ويزيد من معاناة المدنيين الذين ينتظرون بصبر وصول المساعدات التي تكاد تكون الحياة نفسها بالنسبة لهم.