حذرت الأمم المتحدة من تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، حيث يعاني السكان من نقص حاد في المياه وخدمات الصرف الصحي، وسط حصار إسرائيلي مستمر أدى إلى ارتفاع أعداد ضحايا المجاعة والاستشهادات. وأكدت المنظمة أن الغالبية العظمى من أهالي القطاع غير قادرين على الحصول على مياه الشرب النظيفة، وأن 96% منهم يواجهون انعدام الأمن المائي، بينما يعاني 90% من السكان من صعوبة في الوصول إلى مياه الشرب.
وأشارت التقارير إلى أن شبح المجاعة يخيّم على السكان، مع انهيار شبه كامل لقطاعات المياه والصرف الصحي، مما يزيد من معاناة الأطفال والنساء، ويهدد حياة الآلاف. وفي يوم الأحد، أعلنت وزارة الصحة في غزة عن استشهاد ستة فلسطينيين جراء الجوع، ليصل بذلك عدد ضحايا المجاعة إلى 175، بينهم 93 طفلاً.
وفي مقابلة مع قناة الجزيرة من عمان، أكد سليم عويس، المتحدث الإقليمي باسم منظمة اليونيسيف، أن أكثر من خمسة آلاف طفل في غزة أصيبوا بسوء التغذية خلال النصف الأول من يوليو/تموز الماضي، محذراً من تفاقم الوضع إذا لم تتوفر ظروف مناسبة لإدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل.
كما أكد خليل الدقران، مدير مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، أن سلطات الاحتلال تواصل سياسة التجويع وتمنع وصول المساعدات، مما يزيد من معاناة المرضى والأطفال الذين يعانون من سوء التغذية والأمراض الناتجة عن نقص المياه والخدمات الصحية.
أكثر من 96% من أسر غزة تواجه انعدام الأمن المائي و90% لا يمكنها الوصول إلى مياه الشرب
وفي سياق متصل، طالب عدنان أبو حسنة، المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، بإدخال ما لا يقل عن 600 شاحنة مساعدات إلى القطاع، والسماح لموظفي الوكالة بإدارة نقاط التوزيع بشكل آمن، حيث تسمح إسرائيل حالياً بدخول 30 إلى 40 شاحنة عبر طرق غير آمنة، وهو رقم غير كافٍ لتلبية احتياجات السكان.
وأشار مدير الإغاثة الطبية في غزة إلى أن المساعدات التي تدخل القطاع لا تكفي لإطعام أقل من 1% من السكان، وأن حالات سوء التغذية في تزايد مستمر، مع نقص حاد في أنواع الطعام الأساسية، بالإضافة إلى تدهور المنظومة الصحية التي تواجه عبئاً هائلاً وسط انتشار الأمراض، مع خشية من عدم قدرة القطاع الطبي على معالجتها بشكل فعال.
منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ارتكبت إسرائيل جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في غزة، حيث شددت حصارها في الثاني من مارس/آذار، بإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والطبية، مما أدى إلى تفشي المجاعة وتدهور الأوضاع الإنسانية بشكل كارثي. وأسفر العدوان عن استشهاد أكثر من 210 آلاف فلسطيني، وإصابة عشرات الآلاف، إضافة إلى مئات الآلاف من النازحين، وارتفاع أعداد المفقودين، مع استمرار معاناة السكان في ظل ظروف إنسانية بالغة الصعوبة.