كشف المواطن الغزي حسن حرز الله عن معاناة السكان في قطاع غزة المحاصر، حيث يعيشون ظروفا إنسانية صعبة نتيجة الحصار الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من أربعة أشهر، والذي أدى إلى نقص حاد في المياه والغذاء، وخلف عشرات الشهداء، وهدد حياة الآلاف من السكان.
روى حرز الله في شهادته أن يومه بدأ بطلب من والده لملء زجاجتي مياه من شاحنات تمر أحيانا قرب المخيم، حيث وجد صفا طويلا من المواطنين الذين يعانون من العطش، والذين ينتظرون وصول شاحنات المياه الصالحة للشرب التي لا تصل إلا كل ثلاثة أيام تقريباً. أثناء الانتظار، شعر فجأة بفقدان توازنه، إذ لم يتناول طعاما منذ الليلة السابقة، وساعده أحد جيرانه على الجلوس في زاوية على جانب الطريق، ونقله زجاجتي المياه بعد مرور الشاحنة، لكنه لم يتمكن من إبلاغ والديه بما حدث خوفا من قلقهما.
تدهورت حالته الصحية بشكل كبير، حيث شعر بدوار شديد، وكان الجو حارا جدا، إذ يعيش السكان في خيام بلا ظل تحت شمس حارقة. حاول أن يشتري بعض الطعام من السوق، لكنه وجدها خاوية على عروشها، مما زاده حزنا، حيث قال: كيف سأعود إلى عائلتي خالي اليدين ولا شيء معي؟
رغم ذلك، اشترى أقل من كيلو عنب مقابل أكثر من 30 دولارا لإطعام عائلته المكونة من ستة أفراد، قائلا: سنقتسمه ونصبر على الجوع، ربما نجد شيئا غدا. عاد إلى خيمته وهو يحمل العنب، بالكاد يستطيع المشي، وكان الشارع خاليا من البضائع، والناس من حوله بعيون مرهقة وخطى متعثرة، يبحثون عن أي شيء يطعم أطفالهم.
نشرب ماء وملحا حتى لا نغمى علينا ونفقد وزنا أكثر، حتى لا نصاب بالدوخة ونسقط
وفي سياق معاناتهم، تلقى حسن رسالة من صديقه محمود يسأل فيها عن كمية الملح التي يضعها في كأس الماء، ليؤكد على الحالة المزرية التي يعيشونها، حيث يضطر السكان لشرب الماء المالح حتى لا يغمى عليهم، وحتى لا يفقدوا وزنا أكثر، خوفا من الدوخة والسقوط.
كما شاهد حسن مقطع فيديو لامرأة غزية جالسة على الأرض في مخيم للنازحين، تعاني من الجوع والإعياء الشديد، ولم تتناول طعاما منذ خمسة أيام. وأوضح أن هذه الحالة ليست فردية، بل تمثل رمزا لمعاناة المجتمع بأكمله تحت حصار خانق مستمر منذ أكثر من أربعة أشهر.
وفي ختام شهادته، دخل ابن عمه الصغير اليتيم، وسأل سؤالا لم يعرف كيف يجيب عنه: هل لديك شيء آكله؟، وهو سؤال يعكس عمق الأزمة الإنسانية التي يعيشها السكان في غزة، حيث يعاني الكثيرون من نقص حاد في المواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب.