قال السفير الأميركي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، في مقابلة مع وكالة بلومبرغ إن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل في اتخاذ “قرارات صعبة”، عشية اجتماع رئيس وزراء إسرائيل ، بنيامين نتنياهو مع مجلس وزرائه الأمني يوم الخميس لتحديد خطته لاحتلال غزة بشكل كامل.
وزعم هاكابي في مقابلته مع الوكالة أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب “سئم من الجهود العقيمة” للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن تصريحات ترمب الأخيرة تعكس “نفاد صبره من أي شرعية لاتفاق مع حماس”.
وقال هاكابي الذي يتبنى عقيدة الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، ويسميها “يهودا والسامرة” متحدثا باسم الإدارة الأميركية : “الرئيس استنتج أنهم غير جادين، ويسعون فقط للمماطلة”، مؤكداً أن واشنطن تحترم “حق إسرائيل في فعل ما تراه ضرورياً لحماية نفسها، واستعادة رهائنها، وإنهاء هذا الوضع”، مضيفاً أن “ترمب يدرك أن هناك قرارات صعبة ينبغي اتخاذها”.
أعرب السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، علنًا عن دعمه “للقرارات الصعبة” التي اتخذتها إسرائيل بشأن غزة.
وتأتي تصريحات هاكابي بالتزامن مع إعلان نتنياهو نيته قد اجتماعً لمجلسه الوزاري الأمني المصغر (الساعة السادسة مساءً يوم الخميس في مكتبه ، حيث من المتوقع أن يُقرّ المجلس خططًا جديدة لاحتلال غزة، بحسب الإعلام العبري.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإنه خلال نقاش أمني استمر ثلاث ساعات بين مجموعة أصغر يوم الثلاثاء، عُرض على نتنياهو خيارات لمواصلة العمليات العسكرية في قطاع غزة من قِبل رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، إيال زامير.
ومن المتوقع أن يُقرّ المجلس الوزاري المصغر احتلالًا عسكريًا كاملًا للقطاع خلال اجتماع يوم الخميس، على الرغم من تحذير زامير ومسؤولي الجيش من ذلك.
وأفادت إذاعة “كان” العبرية يوم الأربعاء أن المسؤولين العسكريين يعتقدون أن المضي قدمًا في الخطة سيؤدي إلى خسائر فادحة في صفوف القوات الإسرائيلية.
ويُقدّر مسؤولو الدفاع أن “العشرات” من الجنود قد يُقتلون، وأن عددًا كبيرًا سيُصاب في العملية، وفقًا لما ذكرته “كان”. وقتل وجرح الآلاف من جنود جيش الاحتلال منذ بداية الحرب وحتى الآن، فيما أقر جيش الاحتلال أن 311 جنديا قتلوا يوم 7 تشرين الأول 2023 .
وقالت “كان” أن المسؤوليين العسكريين حذروا أيضا من الخطر الذي قد يشكله احتلال غزة بأكملها على الرهائن المتبقين، “حيث امتنعت قوات الدفاع الإسرائيلية حتى الآن عن العمل عن علم في المناطق التي يُعتقد أنهم محتجزون فيها”.
ومع انتشار تقارير تُشير إلى خلاف بين جيش الدفاع الإسرائيلي والقيادة السياسية بشأن الخطوات التالية في غزة، وحرص نتنياهو على المضي قدمًا في احتلاله، أفادت التقارير أن زامير أوصى الجيش بإتباع نهج تدريجي يبدأ بمحاصرة مدينة غزة.
وورد أن نتنياهو رفض اقتراح زامير وطلب منه إعداد خطط لاحتلال القطاع.
وصرح زعيم المعارضة يائير لابيد أنه أبلغ نتنياهو خلال إحاطة أمنية صباح الأربعاء أن احتلال غزة “فكرة سيئة للغاية”. ووفقًا للابيد، فإن ثمن هذه الخطوة سيكون “باهظًا للغاية” على إسرائيل، سواء من الناحية المالية أو من حيث عدد الضحايا الذي قد يُسفر عنه.
وأصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي، يوم الأربعاء، تحذيرًا بإخلاء المواطنين الفلسطينيين المقيمين في منطقة صغيرة غرب خان يونس، وذلك بعد إصداره سابقًا تحذيرًا بإخلاء حي الزيتون بمدينة غزة.
يشار إلى أن تصريحات هاكابي بشأن مساندة إدارة ترمب لاحتلال إسرائيل لقطاع غزة، تأتي أيضا في ظل أزمة إنسانية متفاقمة في غزة وضغوط دولية متزايدة على إسرائيل لتسهيل دخول المزيد من المساعدات.
وبينما دعمت الولايات المتحدة كل قرارات إسرائيل في غزة، فقد شاركت أيضًا في مبادرات تهدف إلى معالجة الوضع الإنساني في غزة، بعد أن قررت إسرائيل وقف دخول أي مساعدات إلى القطاع المنكوب، مثل دعم “مؤسسة غزة الإنسانية (GHF) ، التي أسسها إسرائيليون ويديرها متعاقدون أميركيون.
وتعمل مؤسسة GHF عبر أربعة مراكز توزيع، يسيطر عليها جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي حول تلك المراكز إلى “مصيدة” لقتل الفلسطينيين الساعين للحصول على المساعدات . وأفادت التقارير أن أكثر من 1300 مواطن فلسطيني قتلوا على يد جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي، والمتعاقدين الأميركيين الأمنيين في تلك المراكز