يتقلب الشاب عبد العزيز يمنة ويسرة داخل خيمته المهترئة وسط مدينة غزة، عله يجد طريقة لكسر موجة الحر التي تضرب قطاع غزة في هذه الأيام، دون جدوى. تعاني غزة من موجة حر شديدة مصحوبة بدرجات رطوبة عالية، مما يزيد من معاناة النازحين الذين يعيشون في ظروف مأساوية.
تتحول خيام النازحين إلى أفران بفعل ارتفاع درجات الحرارة، حيث يعيش عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين هجّرتهم آلة التدمير الإسرائيلية في خيام لا تقيهم من الحرّ الشديد. نُصبت هذه الخيام في معظمها على الأرصفة ووسط الطرقات، مما يزيد من معاناتهم.
أصبح النازحون في مواجهة ضارية مع القتل والتجويع من جهة، ومع الحر الشديد داخل الخيام من الجهة الأخرى.
يقول عبد العزيز، الشاب الجامعي، إنه يضطر إلى مغادرة خيمته معظم الوقت بحثاً عن مكان يستظل به من الحر وأشعة الشمس الحارقة. يعاني الكثير من النازحين من عدم القدرة على البقاء في خيامهم بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
تشتكي النازحة من مخيم جباليا، أم محمد عليان، من تحول خيمتها إلى مكرهة صحية بفعل ارتفاع درجات الحرارة، حيث لا توجد وسائل للتبريد أو التهوية. تعيش أم محمد في خيمة متهالكة منذ أن نزحت من المخيم، وتواجه صعوبة في إيجاد حل لأزمة الحر.
أطفال أم محمد لا يستطيعون النوم داخل الخيمة من شدة الحر، وقد بدأ يظهر طفح جلدي على أجسادهم الهزيلة بسبب الجوع. تعبر عن عجزها في توفير العلاج لهم، مما يزيد من تفاقم الأزمة.
حذر الهلال الأحمر في قطاع غزة من تداعيات موجة الحر الشديدة، مشيراً إلى أنها تسببت بظهور أمراض وانتكاسات صحية خطيرة في صفوف النازحين. أكثر من 90% من سكان غزة يعيشون في خيام لا تقيهم حرارة الصيف القاسية.
أضاف الهلال الأحمر أن سلطات الاحتلال تتعمد تدوير حركة النزوح داخل القطاع، مما يزيد من معاناة المدنيين ويعرضهم لأمراض بسبب سوء التغذية وانعدام النظافة.
طالب الهلال الأحمر المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية بالتدخل العاجل لتأمين الحماية والرعاية للنازحين، وتوفير الاحتياجات الأساسية من مياه صالحة للشرب وملاجئ آمنة.
تشير البيانات الرسمية إلى أن حصيلة الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023 بلغت 61 ألفاً و827 شهيداً، و155 ألفاً و275 مصاباً، مما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة.