حضور أميركي متوقع وتنديد إسرائيلي باجتماع باريس لبحث مستقبل غزة

9 أكتوبر 2025آخر تحديث :
حضور أميركي متوقع وتنديد إسرائيلي باجتماع باريس لبحث مستقبل غزة

قالت مصادر دبلوماسية إن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو لن يحضر اجتماعا لوزراء خارجية دول أوروبية وعربية من المقرر عقده -اليوم الخميس- في باريس لمناقشة مرحلة انتقالية بعد انتهاء الحرب في غزة، لكن من المرجح أن يحضر ممثل عن واشنطن، في حين نددت إسرائيل بالاجتماع واعتبرته محاولة “لتدويل النزاع”.

يعقد الاجتماع بالتوازي مع محادثات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في منتجع شرم الشيخ في مصر حول خطة اقترحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة.

وذكرت 5 مصادر دبلوماسية أنه كان من المتوقع في البداية حضور روبيو، لكن اثنين من المصادر أوضحا في وقت لاحق أنه لن يتسنى له الحضور في نهاية المطاف بسبب الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، وأكد مصدر ثالث هذا التغيير في الخطط.

ورغم ذلك، قالت المصادر إن من المقرر حضور مسؤول أميركي، لكن لم يتضح بعد من هو هذا المسؤول، وأفاد مصدر دبلوماسي أوروبي بأن حضور الولايات المتحدة أمر بالغ الأهمية، لأنه لا يمكن تحقيق أي شيء في غياب واشنطن، وقلصت السفارة الأميركية في باريس عملياتها بسبب الإغلاق.

وفقا لمصادر دبلوماسية فرنسية فإن اجتماع باريس سيبحث مستقبل غزة وسيتيح “تحديد آليات التزام جماعي” نحو “تفعيل” الدولة الفلسطينية.

ومن المقرر أن يعقد الاجتماع عند الساعة 17:00 بالتوقيت المحلي اليوم الخميس (15:00 ت غ)، غداة لقاء في باريس بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد الأردني الأمير حسين بن عبد الله.

ومن المتوقع أن يشارك في الاجتماع إلى جانب فرنسا كل من ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة والسعودية ومصر وقطر والإمارات العربية المتحدة والأردن، بالإضافة إلى إندونيسيا وكندا وتركيا التي ترغب في المشاركة بفعالية في إنشاء بعثة استقرار في غزة بعد وقف إطلاق النار.

وقالت المصادر إن الاجتماع الوزاري سيناقش خصوصا “قوة الاستقرار الدولية والحكم الانتقالي في غزة والمساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار ونزع سلاح حماس ودعم السلطة الفلسطينية وقوات الأمن الفلسطينية”.

وأوضحت مصادر دبلوماسية أن الهدف من الاجتماع يتمثل في إظهار “الاستعداد للعمل معا لتفعيل المعايير الرئيسية” لما يُعرف بـ”اليوم التالي” بعد انتهاء الحرب، “بالتعاون الوثيق مع الولايات المتحدة، بالإضافة إلى توضيح آليات التزام جماعي” في هذا الصدد.

وأضافت هذه المصادر أن هذا الاجتماع يُعدّ استمرارا للمبادرة الفرنسية السعودية الداعمة لحل الدولتين والتي تُوّجت في 12 سبتمبر/أيلول بإقرار “إعلان نيويورك” بشأن الاعتراف بدولة فلسطين، بموافقة 142 دولة و”سهّلت اعتماد الخطة الأميركية” لإنهاء الحرب في قطاع غزة.

من ناحية أخرى، انتقد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، في منشور على منصة إكس توقيت “المبادرة الجديدة للحكومة الفرنسية”.

واعتبر أن اجتماع الخميس هو “محاولة إضافية من الرئيس ماكرون لصرف الانتباه عن مشاكله الداخلية على حساب إسرائيل”، في إشارة إلى الأزمة السياسية الجديدة التي تواجهها فرنسا منذ الاستقالة المفاجئة لرئيس الوزراء سيباستيان لوكورنو الاثنين.

وتابع وزير الخارجية الإسرائيلي في بيانه “إن دعوة حكومات معادية لإسرائيل علنا، مثل حكومة “رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز، لمناقشة شؤونها -إسرائيل- أمرٌ مُشينٌ للغاية”.

وأكد ساعر أنه “لن يتم التوصل إلى أي اتفاق في غزة من دون موافقة إسرائيل”، وأضاف “لن يتم اتخاذ أي قرار بشأن إسرائيل بدون إسرائيل، ولن نوافق على تدويل الصراع”.

يذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة- استبعد قبول قيام دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل.

وبدعم أميركي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 67 ألفا و173 شهيدا، و169 ألفا و780 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 460 فلسطينيا بينهم 154 طفلا.

اجتماع باريس يهدف إلى تحديد آليات التزام جماعي نحو تفعيل الدولة الفلسطينية.