تناولت صحف ومواقع عالمية تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة رغم الهدنة، مؤكدة أن الجوع والمرض يواصلان حصد الأرواح، في ظل تراجع التبرعات الدولية وانهيار شبكات الإغاثة، في حين تتكشف ملامح معاناة يومية تضيق معها فرص النجاة لسكان القطاع.
وركزت صحيفة غارديان على الانخفاض الحاد في التبرعات المخصصة لغزة منذ إعلان وقف إطلاق النار، معتبرة أن العالم يتعامل مع الهدنة وكأنها أنهت الحاجة للمساعدة، بينما تتزايد المخاطر مع اقتراب الشتاء وغياب المستلزمات الأساسية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في المنظمات الإنسانية أن الاعتقاد السائد بأن الغزيين لم يعودوا بحاجة إلى الدعم يتناقض تماما مع الواقع، إذ تعجز آلاف العائلات عن الحصول على الغذاء ومياه الشرب والوقود والدواء، في ظل تدهور حاد في تدفق التبرعات.
وأوردت غارديان شهادة منظمة تعمل في مبادرات الدعم التطوعي، قالت إنها كانت ترسل نحو 5 آلاف دولار أسبوعيا لغزة، لكنها لم تتمكن في أكتوبر/تشرين الأول إلا من جمع مبلغ لا يتجاوز ألفي دولار عبر جميع حملاتها، وهو مؤشر على أزمة تمويل خانقة.
أما صحيفة لوتون، فقد أبرزت جانبا أكثر قتامة من الأزمة، وذلك عبر مقابلة مع لورلين لاسير مديرة الشؤون الإنسانية في منظمة أطباء بلا حدود بغزة، التي تحدثت عن استمرار الموت رغم الهدنة، مؤكدة أن السكان يموتون جوعا أو مرضا أو بردا أو يأسا بعد شهور من الحرب المدمرة.
ووصف لاسير ما يعيشه الفلسطينيون بأنه جحيم يومي تتراكم فيه تداعيات الحرب مع نقص الغذاء وتدهور الرعاية الطبية وانتشار التلوث، بينما تنتشر الأمراض في بيئة منهارة لا تتوفر فيها أدنى مستويات الحماية الصحية.
وفي سياق مواز، تناولت صحيفة لوموند تحولات أخرى داخل القطاع، مشيرة إلى أن إسرائيل تعوّل في المرحلة المقبلة على جماعات مسلحة مناوئة لحركة حماس داخل ما يُعرف بالخط الأصفر، في محاولة لصياغة مشهد أمني جديد بعيدا عن السيطرة المباشرة.
وأوضحت الصحيفة أن سكان غزة يعبرون عن رفض واسع لهذه المجموعات التي دعمها الاحتلال منذ بداية الحرب، بعدما تحولت إلى عصابات تسيطر على المساعدات وتعمّق حالة الانفلات، في وقت استعادت فيه حماس نفوذها في مناطق انسحبت منها القوات الإسرائيلية.
وذكرت لوموند أن تل أبيب تعمل على تمكين قوى بديلة داخل القطاع، في محاولة لإعادة تشكيل موازين القوة بطريقة تتوافق مع حساباتها الأمنية، رغم مؤشرات على صعوبة تحقيق هذا الهدف ميدانيا.
وفي صحيفة وول ستريت جورنال ظهر جانب آخر من المشهد الإسرائيلي، إذ نقلت الصحيفة عن مسؤولين في مركز التنسيق المدني العسكري أن فرقا هندسية بدأت إعداد مخططات لبناء تجمعات سكنية للفلسطينيين داخل المناطق التي تسيطر عليها القوات الإسرائيلية في غزة.
ورأت الصحيفة أن هذا التحرك يعكس اعترافا ضمنيا بصعوبة إقصاء حماس عن السلطة أو نزع سلاحها في وقت قريب، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تسعى لإقامة تجمعات تتوفر فيها مرافق كاملة بهدف إبعاد السكان عن نفوذ الحركة.
تعيش غزة جحيمًا يوميًا مع نقص الغذاء وتدهور الرعاية الطبية وانتشار الأمراض.












