طبول الحرب تقرع في الكاريبي.. 3 مؤشرات تنذر بمواجهة وشيكة بين واشنطن وكاراكاس

13 ديسمبر 2025آخر تحديث :
طبول الحرب تقرع في الكاريبي.. 3 مؤشرات تنذر بمواجهة وشيكة بين واشنطن وكاراكاس

كشف تقرير نشرته مجلة “نيوزويك” أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدأت بنشر سفن حربية بالقرب من السواحل الفنزويلية، بالتزامن مع تشديد الخناق السياسي والاقتصادي على حكومة الرئيس نيكولاس مادورو، مما يعتبر دلالات قوية على قرب اندلاع مواجهة عسكرية محتملة بين الولايات المتحدة وفنزويلا.

وأوضح التقرير أن هذه التحركات العسكرية لا تأتي من فراغ، بل تندرج ضمن استراتيجية أوسع تهدف إلى إعادة بسط الهيمنة الأمريكية في النصف الغربي من الكرة الأرضية، حيث تؤكد واشنطن عزمها على إحياء وتطبيق “مبدأ مونرو” الذي يتعامل مع المنطقة باعتبارها حديقة خلفية ومجال نفوذ حصري للولايات المتحدة.

وحددت المجلة ثلاثة مؤشرات رئيسية تدعم فرضية أن الحرب قد تشتعل في أي لحظة، أولها التحول النوعي في الاستراتيجية الأمريكية من الاكتفاء بفرض العقوبات إلى مصادرة ناقلات النفط الفنزويلية بشكل مباشر، وهو ما أحدث توتراً شديداً في حركة الملاحة البحرية، ودفع مادورو لوصف هذه الممارسات بأنها أعمال قرصنة دولية.

ويتمثل المؤشر الثاني في تكثيف واشنطن لعملياتها العسكرية في منطقة البحر الكاريبي تحت ذريعة مكافحة تهريب المخدرات، وهي عمليات أدت إلى سقوط عشرات الضحايا وواجهت انتقادات من منظمات حقوقية، بينما تصر الإدارة الأمريكية على أنها تستهدف نظاماً تتهمه بإغراق المدن الأمريكية بالمخدرات.

يبدو أن تسامح الرئيس مع مادورو يتضاءل بشكل متزايد، مما يشير إلى نفاد صبر واشنطن واقترابها من خيارات أكثر حدة.

وفي السياق ذاته، رصدت التقارير زيادة ملحوظة في حركة الطيران والانتشار البحري الأمريكي في محيط فنزويلا، شملت نشر مقاتلات متطورة وقاذفات استراتيجية وحاملات طائرات، بالإضافة إلى إجراء مناورات تحاكي توجيه ضربات لأهداف داخل العمق الفنزويلي، في حشد عسكري يعتبر الأضخم في المنطقة منذ سنوات.

ويرى محللون ومراقبون أن هذا الحشد العسكري يعكس نفاد صبر واشنطن تجاه مادورو واقترابها من اتخاذ خيارات أكثر صرامة، حيث أشار مايكل فورمان، رئيس مجلس العلاقات الخارجية، في تحليل حديث إلى أن تسامح الرئيس الأمريكي مع النظام الفنزويلي يتلاشى بشكل متسارع.

على الجانب الآخر، أكدت القيادة الفنزويلية جاهزيتها التامة للدفاع عن سيادة أراضيها ومقدراتها الوطنية، معلنة عن تعزيز صفوف الجيش ورفع الجاهزية القتالية، وهو ما اعتبرته المجلة المؤشر الثالث الذي ينذر باقتراب ساعة الصفر.

وتتهم فنزويلا الولايات المتحدة بأن هدفها الحقيقي من وراء هذه التحركات هو إسقاط النظام الحاكم والسيطرة على الثروات النفطية للبلاد، وفي ظل تبادل التهديدات والتصعيد العسكري، تتزايد المخاوف الدولية من انزلاق الأزمة إلى حرب مفتوحة قد تكون لها تبعات كارثية على استقرار منطقة أمريكا اللاتينية بأسرها.