رئيس الشاباك السابق يثير أسئلة حول حرب غزة

9 يناير 2015آخر تحديث :
رئيس الشاباك السابق يثير أسئلة حول حرب غزة

online pharmacy review. نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، أمس الأربعاء، مقالا للرئيس السابق لجهاز الأمن العام “الشاباك” يوفال ديسكين تحت عنوان “أسئلة تستحق أجوبة” تناول فيه الحرب الأخيرة على غزة ونشر على صفحتها كمقال افتتاحي ما أثار عاصفة سياسية.

وكتب ديسكين يقول: “اليوم بالذات، في فترة الانتخابات، علينا أن نطالب منتخبينا ولا سيما أولئك الذين يتباكون بأنهم أمنيون وذوي قبضة حديدية بالحساب في موضوع الأنفاق الهجومية، وطالما لم تُقدم أجوبة للجمهور على بضعة أسئلة صعبة ومبدئية حول حملة الجرف الصامد، فان لسكان غلاف غزة سبب وجيه لعدم الثقة بالجيش والحكومة”.

ولفت إلى أن الحرب الأخيرة لم يتم التخطيط لها وأن إسرائيل جرت عليها وأن غالبية اهدافها تقررت على عجل ما أدى لمقتل 72 إسرائيليا غالبيتهم الساحقة من أفضل جنود الوحدات العسكرية.

وأشار إلى أن “الأنفاق الهجومية لم تكن وليدة هذه الحرب ولم تكن مفاجأة استخبارية، وأنه وخلال رئاسته للجهاز حتى مايو/ آيار 2011 كان لدى”الشاباك” وشعبة الاستخبارات وقيادة المنطقة الجنوبية معلومات كثيرة ونوعية جُمعت على مدى سنوات طويلة عن تلك الأنفاق، وحينها كان هناك اهتمام بالغ لمعالجة خطورة الموضوع وبأولويات عليا”.

وأضاف “بحث قصير في (غوغل) سيغرقنا بروابط عديدة لتقارير رُفعت في أثناء السنوات الثماني الأخيرة إلى لجنة الخارجية والأمن، في الاستعراضات للصحفيين وبالطبع في جلسات الحكومة، عن الأنفاق التي حُفرت من قطاع غزة إلى أراضٍ إسرائيلية بهدف تنفيذ عمليات، ومجموعات عمل استخبارية وعملياتية اهتمت بجمع المعلومات وتحليلها وتقديرها لخطورة هذا التهديد”.

وذكر أن احد الاسباب الاساسية للدخول في عملية الرصاص المصبوب التي بدأت في 2008-2009 عقب فترة التهدئة التي سبقتها كان “إصرار المخابرات وقيادة المنطقة الجنوبية على تدمير نفق هجومي حُفر باتجاه كيبوتس ناحل عوز قبل شهر ونصف من العملية ضد غزة، ودخلت حينها قوة من الجيش لتفجير المنزل المفخخ الذي حُفر منه النفق دون وقوع إصابات”.

وأشار إلى أنه “بعد عملية الرصاص المصبوب، استمر جمع المعلومات عن الأنفاق وبقوة كبيرة، وأن حماس كانت حينها تركز جهودا استثنائية في هذا المجال وبهذا فقط تلقى الموضوع أولوية عالية جدا سواء في المخابرات أم في قيادة المنطقة الجنوبية وفي شعبة الاستخبارات”.

واثار ديسكين اسئلة حول عدم تلقي الجمهور الإسرائيلي إجابات عنها، أبرز تلك الأسئلة المتعلقة بوجود الأنفاق الهجومية إبان حملة “عامود السحاب” في نهاية 2012، والتي جُند لها أعداد كبيرة من جيش الاحتياط.

وتساءل قائلا: “لماذا لم يجر الحديث عن تهديد تلك الأنفاق والحاجة لتدميرها أثناء تلك العملية، ولماذا لم ينفذ هجوم بري للقطاع حينها لمعالجة هذه القضية رغم تجنيد قوة كبيرة من الاحتياط وبحجم واسع جدا؟”.

وذكر ديسكين أن كل المعلومات الاستخبارية كانت موجودة لدى الحكومتين الأخيرتين في إسرائيل وأن نتنياهو عين اللواء احتياط يعقوب عميدرور للاهتمام بقضية الأنفاق ومعالجتها إلا أن الأخير قال أنه لم يتم عمل الكثير في هذا الشأن.

وتساءل ديسكين ثانيا “هل يدور الحديث عن إخفاق القيادة السياسية التي لم تعطي أولوية لذلك؟ أم ربما أن القيادة الأمنية لم تطرح المعاني الاستخبارية التي في حوزتها في هذا الموضوع كما ينبغي على رئيس الوزراء، ووزير الدفاع والمجلس الوزاري؟”

ولفت إلى قرار وصفه بـ “الغريب” قد اتخذ قبيل عملية الجرف الصامد، تعلق بتقليص عدد مسؤولي الأمن في بلدات غلاف غزة، متسائلا: “كيف اتخذ مثل هذا القرار، إذا كان تهديد الأنفاق الهجومية واضحا للجميع؟”.

وأضاف: “من تجربتي، فان هذا القرار الهامشي ظاهرا بالذات، يمكنه أن يشهد باحتمالية عالية على إخفاق خطير في تقويم الوضع وبالإحساس العام الذي ساد في جهاز الأمن في ذاك الوقت في موضوع الأنفاق .. هل يحتمل أن يكون قادة منظومة الاستخبارات والأمن لم يطرقوا عشية عمود السحاب ولا عشية الجرف الصامد أبواب وطاولات وزير الدفاع ورئيس الوزراء في هذا الشأن؟”.

وتابع متسائلا “كيف كان نتنياهو ويعلون مستعدين لوقف النار قبل أن تبدأ الحملة البرية، رغم المعلومات الكثيرة عن الأنفاق الهجومية التي حفرت إلى أراضينا، بل وكان هناك تحذير واضح بالعملية الإستراتيجية من خلال النفق في منطقة كرم سالم؟”.

وواصل “من طبيعة الحروب والحملات أن تكشف نقاط الخلل، ولكن الأخطر من ذلك هو عدم استنفاد التحقيقات وتطبيق الدروس اللازمة، وأنا على قناعة بأن الجيش والمخابرات أجريا تحقيقات عديدة، ولكن القيادة السياسية أيضا ملزمة بالحساب لنا– للجمهور على سلوكها، قيادتها وقراراتها في أثناء الجرف الصامد، والتي يوجد حولها علامات استفهام عديدة”.

وتابع “مثلما لكثيرين آخرين، عندي أكثر بكثير من الإحساس بأن القيادة السياسية تحاول تكنيس الأجوبة على الأسئلة المتعلقة بالجرف الصامد تحت البساط، وبعض هذه الأسئلة تشير إلى إمكانية مواضع خلل خطيرة وتفكر إشكالي في اتخاذ القرارات”.

وأكد على حق سكان مستوطنات غلاف غزة بعدم الثقة وعدم تصديق نتنياهو ويعلون ومواصلة الكفاح العادل ضد قرارهم الأخير بسحب الجنود من المستوطنات التي تقع على مسافة كيلو متر من الجدار.

وأضاف “اليوم بالذات، في فترة الانتخابات، علينا أن نطالب منتخبينا ولا سيما أولئك الذين يتباكون بأنهم أمنيون وذوي قبضة حديدية بالحساب في هذا الشأن”.

وختم بالقول “ماذا لدى نتنياهو الأمني ليقوله في ذلك؟ هل نفتالي بينيت وأوري اريئيل كانا سيقبلان بصمت كهذا تقليص الحماية على المستوطنين في القدس أو في يهودا والسامرة؟ وما هو موقف افيغدور ليبرمان أم أنه منشغل جدا بالنار التي تضرمها قضية التحقيقات في إسرائيل بيتنا؟ كما أني اسأل أولئك الذين خارج الحكومة – بوجي وتسيبي ويئير وشاؤول وزهافا وكحلون أيضا – أين أنتم في هذا الشأن؟”.