تستعد عشرات من الحافلات والقطارات في ولاية نيويورك الأمريكية لحمل شعارات معادية لحركة حماس الفلسطينية، وتندد بالشعارات الجهادية للحركة.
ويأتي هذا عقب قيام القاضي “جون كولتيل” بإلغاء حظر نشر مثل هذه الإعلانات على وسائل النقل العام (MTA) بالولاية.
وقال كولتيل، القاضي من المحكمة الجزائية بالولايات المتحدة: “إن هيئة وسائل النقل العام تبالغ في تقدير التأثيرات المحتملة لهذه الإعلانات العابرة، وتقلل من قدرة سكان نيويورك على التسامح فيما بينهم، وعلاوة على ذلك، لا يوجد دليل على أن رؤية واحدا من هذه الإعلانات على الجزء الخلفي من أية حافلة سيكون كافيا لتحريك رد فعل عنيف”.
أحد هذه الإعلانات يحمل محاكاة ساخرة لحملة سابقة لمجلس “العلاقات الأمريكية الإسلامية”، كان مسلمون يدعون فيها مستخدمي تويتر لمشاركة رسائل تحت الهاشتاج #MyJihad للتحدث عن انجازاتهم الشخصية والسلمية، بدلا من التباهي بقتل الكفار وغير المؤمنين بالإسلام.
إلا أن حركة “مبادرة الدفاع عن الحرية الأمريكية” المؤيدة لإسرائيل (AFDI)، قامت بعمل إعلان ساخر فيه صورة رجل ملثم، بجواره عبارة “قتل اليهود عبادة للتقرب إلى الله”، وتحتها الاسم “حماس-MTV”، وكُتبت أسفلها عبارة “هذا هو جهاده، ما هو جهادك أنت؟”.
وبعد هذا الحكم القضائي تستعد ما لا يقل عن 50 حافلة لحمل هذه الإعلان، وفقا لصحيفة نيويورك دايلي نيوز.
وفي حملات مماثلة في سان فرانسيسكو وشيكاغو، دفعت حركة AFDI 100 ألف دولار أمريكي في عام 2014 لنشر 100 إعلان من هذا النوع على جانبي الحافلات العامة، إلا أن هيئة النقل العام رفضت بعضها بسبب كونها “تحرض على العنف”.
وعن هذا الحكم القضائي الذي أصدره القاضي “جون كولتيل”، قال آدم ليسبرغ، المتحدث باسم هيئة النقل العام الأمريكية: “نحن نشعر بخيبة أمل لهذا الحكم، ونحن نراجع الخيارات المتاحة لدينا، ومازال لدينا 30 يوما لتقديم استئناف”.
أما “باميلا جيلر” رئيسة حركة AFDI، فقد قالت في تغريدة لها: “هذا هو انتصار لحرية التعبير، سوف تقوم مجموعتنا بتمويل المزيد من هذه الإعلانات أكثر مما كان مخططا له في الأصل”.
ودان “بيل دي بلاسيو” عمدة نيويورك الإعلانات من هذا النوع، وجاء في بيان عن المتحدث باسمه: “هذه الرسائل البغيضة تخدم فقط تعزيز الانقسام بين الناس، بينما يجب أن نكون معا في مدينة واحدة، وعلى الرغم من أن من يقفون وراء هذه الإعلانات يبينون فقط تعصبهم غير المسؤول، إلا أن الباقين منا المضطرين لرؤية مثل هذه الرسائل، يحبون أن يوضحون أننا نتقاسم وجهات نظر أسمى وأنبل وأفضل للبشرية”.
ويذكر أن حملات دعائية مشابهة حدثت سابقاً في سان فرانسيسكو ونيويورك والعاصمة واشنطن، وكانت تحمل عبارات أكثر شمولية بمعاداتها للإسلام وتوجيهها الانتقاد اللاذع لنصوص قرآنية ، بحجة دفاعها عن اسرائيل ضد “الجهاديين” الفلسطينيين. وقد شهدت العاصمة واشنطن في مايو/أيار من العام الفائت ملصقات وضعت صورة هتلر جنباً إلى جنب مع صورة أحد أبرز الشخصيات الفلسطينية والقادة الإسلاميين في القرن العشرين أمين الحسيني، ضمن حملة دعائية لوقف المساعدات الأمريكية للدول الإسلامية، مع عبارة تتهم القرآن بمعاداة السامية.
وكرد على هذه الملصقات أطلقت حملة إعلانات في مترو مدينة بوسطن بواسطة وكالة تسمي AAA، وهي الحروف الأولي من كلمات Ads Against Apartheid، التي تعني “إعلانات ضد العنصرية”. وطالبت هذه الإعلانات بوقف الدعم الأمريكي لإسرائيل ونددت بالجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.