كتب : مايك سلمان
وقف عصفور جميل فوق غصن شجرة مخضلة مغرداً بصوت حنون رخيم يلمس القلب ويخترق الوجدان ويذيب الافئدة، ومر على هذا العصفور أشخاص من عدة جنسيات, وقد أبهرهم جميعهم، مما دعاهم الى التصرف بردات فعل متباينة:
أما الفرنسي : فقد غنى مع العصفور وأخذ يقلد صوته…
الاسباني : رقص على أنغام العصفور وصوته الرخيم …
الايطالي : رسم هذا العصفور على لوحة كبيرة ونحت له تمثالا رائعا…
الهندي : أشغل نفسه بعبادة هذا العصفور وتقديسه…
الانجليزي : كان محباً لرياضة الصيد فأطلق النار عليه…
الصيني : أكل العصفور…
الياباني : صنع عصفوراً الكتروني يماثل هذا العصفور بالشكل والحجم وصنع أيضاً جهاز لترديد نغمات هذا العصفور وتغريده…
الأمريكي : أنتج فيلماً عن حياة هذا العصفور وعن جميع الأشخاص الذين مروا به…
المصري : قلد الفيلم الأمريكي وقام الممثل المصري بتمثيل دور جميع الأشخاص الذين مروا على هذا العصفور
السوري : أنتج مسلسلا عن العصفور وعن قصة أجداده ( العصفور القديم ) وزين مسلسله بإرهاصات سياسية وتاريخية تبشر بالنصر مع التركيز على عروبة العصفور وأصالته وربط سيرته الذاتية بالتاريخ النضالي القومي الحديث ضد الاستعمار…
السوداني : نام على أنغام صوت العصفور
أما اليهودي : بدأ بالتذمر والبكاء عصفوري عصفوري ماذا حل بك يا عصفوري؟!!
وأخذ يطالب بحق الملكيه لهذا العصفور على اعتباره أنه من نسل هدهد سليمان النبي
وطالب جميع الأشخاص الذين مروا على هذا العصفور بدفع ثمن مشاهدة هذا العصفور والاستمتاع به
و طالب الصيني و الانكليزي بتعويضات عن قتل العصفور
و طالب الامريكي والمصري بتعويضه وتخصيص نسبة من أرباح الافلام التي انتجوها لهذا العصفور
و طالب بمحاسبة سوريا على تشويه تاريخ العصفور اليهودي و اتهمها بالارهاب واللاسامية
و أخيراً استغل اليهودي نوم السوداني ليدخل دارفور ويستوطن فيها بحجة البحث عن العصفور…
تعلموا يا قادة كيف أن اليهودي ابتدع قصة عن العصفور ونسبه وتمكن من تجيير الحدث لمصلحته ومصلحة شعبه … عسى أن نأخذ من هذه القصة البسيطة يعض العِبَر.
بقلم : مايك سلمان
نقلا عن صفحة ” الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب ” مع اجراء تعديلات طفيفة عليها واعادة صياغتها.