fosinopril 20mg. نشر موقع للمعارضة السورية، امس الأربعاء، مقابلة مع سجين سابق لدى تنظيم “داعش”، تضمنت تصريحات مثيرة، للسجين السوري إبراهيم الشمري، نفى فيها حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة وأنه تركه حياً في سجنه قبل الإفراج عنه بأمر مباشر من زعيم التنظيم “أبو بكر البغدادي”، موضحاً أن الكساسبة قال إن من سبب وقوعه بالأسر صاروخ أطلق من السرب الذي كان فيه.
ووفقا للمقابلة التي أجراها الناشط السوري عامر هويدي، وبثها موقع “كلنا شركاء”، فإن الشمري رياضي سابق، وهو حارس مرمى نادي الفتوة السوري سابقا، وحارس المنتخب الوطني السوري سابقا، وكان موظفا في الاتحاد الرياضي العام.
ويروي الشمري المفرج عنه بأوامر مباشرة من البغدادي، في اللقاء المصور تفاصيل عن تنظيم يغطيه الغموض، ويحكي مسيرة اعتقال “بدأت بنظام وانتهت بتنظيم”، قابل خلالها شخصيات منها من قضى بأبشع الصور، ومهنا من يتزعم أعتى التنظيمات وأقواها.
وقال الشمري إنه خرج من سجن العكيرشي بأوامر مباشرة من البغدادي حين زار السجن الأشهر للتنظيم في الرقة، الذي كان يقبع في إحدى منفرداته مطلع العام الجاي الطيار الأردني معاذ الكساسبة. وقال إنه خرج بعد أكثر من شهر من إعلان التنظيم إعدامه وتركه حياً.
الاعتقال الأخير في سجن الكساسبة
وفي معرض روايته لقصته، لفت إلى أنه اعتقل أكثر من مرة، وحينما اعتقل في المرة الأخيرة من قرية الحوايج، التقى الكساسبة، حيث تم نقله إلى سجن العكيرشي على أطراف الرقة الذي أسسه التنظيم، حيث أمضى شهرين برفقة الطيار الأردني.
ويضم السجن 181 سوريا و12 صحفيا وتسع نساء، وزنزانة منفردة فيها الطيار الأردني معاذ الكساسبة.
ويروي قائلاً: “كنت قد استلمت توزيع الطعام على الغرف في السجن، وعرفت هذه المعلومات بحكم عملي، فكنت أوزع الطعام لكل المساجين بما فيهم معاذ الكساسبة الذي كان يقبع في سجن منفرد، وقدّمت له مصحفاً بناء على أمر من آمر السجن الذي أعطى أمرا بتقديم مصحف لكل سجين يدخل السجن ليقرأ القرآن”.
وأضاف: “دخل معاذ الكساسبة السجن الذي نحن فيه الساعة السادسة مساء، وكان بحالة مزرية، ولم نكن نعرف أنه معاذ وقتها، وبعد ساعة من دخوله السجن سمعنا صراخا، وقال السجانون بأن هذا الذي دمر البلد وحرقها بطائرته، فعرفنا أنه معاذ”.
خرجت وتركته حيا ولم يحرق
وأكد الشمري أنه خرج من السجن في العاشر من آذار الماضي وترك وراءه الكساسبة حياً في سجنه، نافياً رواية إعدامه حرقاً التي أعلن عنها التنظيم قبل هذا الوقت بأكثر من شهر، حين أصدر التنظيم شريطاً مصوراً يعلن فيه إعدام الكساسبة حرقاً في قفص حديديّ، وصدر الشريط مطلع شباط الماضي.
وقال: “معاذ وحتى تاريخ خروجي من السجن كان لا يزال على قيد الحياة، وكان يقول للسجانين عاملوني كأسير، لكنهم كانوا يردون عليه بالضرب”.
وأضاف: “تقصدت سماع التحقيقات التي كانت تجري مع معاذ أثناء خروجي إلى دورات المياه، فكان يقول له المحقق (أبو أنس التونسي) نحن أسقطنا طائرتك، فيرد معاذ لا أنتم لم تسقطوا طائرتي، ولكن الذي أسقط طائرتي صاروخ أطلق من السرب الذي كنت فيه”.
اعتقل أكثر من مرة
وبدأت قصة الشمري حينما اعتقل من قبل النظام لمدة سنة ونصف السنة، في الخامس والعشرين من تشرين الأول عام 2011، وكانت التهمة الموجهة له هي “التحريض على التظاهر، والعمل على إسقاط النظام القائم، وقتل عناصر النظام”، وغيرها من التهم.
ويتابع: “زرت تقريبا كل فروع الأمن السورية، ومنها نُقلت إلى سجن صيدنايا، ومنه إلى سجن عدرا، وبعدها إلى سجن دير الزور، وتم إطلاق سراحي من سجن دير الزور في الثالث عشر من نيسان لعام 2013، بعدها عملت مع فصائل الجيش الحر، واستهدفنا حواجز النظام في المدينة وفروعه الأمنية”.
مواجهة “داعش”
ويروي الشمري كيف أنه واجه إلى جانب المعارضة السورية اقتحام “داعش” محافظة دير الزور، حيث أوضح أنه “دخل بإمكانيات هائلة، ولم نستطع مجابهته، وعندما دخل التنظيم المحافظة، لم ينجزوا شيئا، فالأماكن التي دخل إليها كانت محررة من قبل عناصر الجيش الحر، وبسبب قوة التنظيم وضعف إمكانياتنا خضعنا لهم، وطلبوا منا تسليم السلاح فسلمناه، وأخضعونا لدورات شرعية لأننا باعتباراتهم مرتدون عن الإسلام”.
وأضاف: “كانت مدة الدورة 15 يوماً تقام في المدارس، بعدها طلبوا منا البيعة، والأغلب بايع التنظيم، وأنا لم أبايع، وتذرعت بكبر سني، وغيرها من الحجج”.
لكن الشمري اعتقل بعدها من قبل التنظيم بتهمة محاربة التنظيم، واستمر اعتقاله مدة 35 يوما، وفق قوله، وجاء بعدها أحد عناصر التنظيم ممن كانوا يقاتلون معه وزكاه عند التنظيم، وعلى إثر ذلك أُخلي سبيله.
وبعد فترة أعاد التنظيم اعتقاله مرة ثانية بالتهمة ذاتها، وباعتباره “إحدى الخلايا النائمة”، سجن 17 يوماً لم يثبت في حقه شيء خلالها فأخلي سبيله.
وقال إنه عمل في بيع المحروقات، وبعد فترة ترك مكانه الذي كان فيه، وأوضح: “انتقلت إلى بيت جديد محاولا الابتعاد عنهم، ولكنهم لم يتركوني وشأني، فاعتقلوني مجددا بتهمة محاربة التنظيم وقتل عناصره، وبقيت معتقلا لشهرين ونصف التقيت فيها الكساسبة، ليخلوا سبيلي بعد أن ثبتت براءتي”.
البغدادي زار السجن وأخرجني
وعن قصة خروجه من السجن يتحدث: “في العاشر من آذار خرجت من السجن قرابة الساعة الثامنة والنصف.. أخرجونا كلنا، وكان البغدادي قد زار السجن قبل يومين ومعه اثنين من المستشارين وأربعة مرافقين بالإضافة إلى آمر السجن، الذي هو أحد أبناء مدينة (موحسن) ويدعى (أبو الوتين)”.
وقال إن آمر السجن “قدمني للبغدادي، وقال له إن هذا الشيخ مظلوم، واعتقل ثلاث مرات، وكل مرة يخرج براءة، فسمع البغدادي قصتي وقصص قرابة ثمانية أشخاص مسجونين آخرين معي، فقام أحد الذين معه، وأتوقع أنه مستشاره ويكنى بـ (القحطاني)، وقال للبغدادي كيف سننتصر ويوجد مثل هذا الظلم، فقال البغدادي لنا سامحونا وأنتم أخوتنا وحقكم علينا، ستخرجون خلال يومين، وسيحاسب من ظلمكم”.
وخرج الشمري في الموعد المحدد، وبعد خروجه وسبعة آخرين، وصلهم خبر أنه بالفعل قام بمحاسبة الذين اتهموه وظلموه، على حسب قوله.
وعن الصحفيين المعتقلين أوضح أن عددهم 12 صحفيا، بينهم اثنان إما صينيين أو يابانيين، وماليزي أو موريتاني، والأرجح موريتاني، والباقي بينهم أجانب.