لا تزال أزمة الكهرباء التي يعاني منها سُكان قطاع غزة، بسبب الحصار الإسرائيلي منذ ما يزيد عن عشرة أعوام، تلقي بظلالها القاتمة على جميع مناحي الحياة بالقطاع.
وتشتد أزمة الكهرباء في هذه الأوقات نتيجة الفصل المستمر لخطوط الكهرباء المصرية المغذية لمحافظة رفح جنوبي القطاع، وأعمال الصيانة للخطوط الإسرائيلية، ونقص كميات السولار الذي يُشغل محطة توليد الكهرباء بغزة.
وتتزامن أزمة الكهرباء مع اختبارات الطلبة في قطاع غزة بمستوياتهم المختلفة، ويُعاني طلبة من الانقطاع المُتكرر للتيار الكهربائي، الذي زاد بشكل كبير في الآونة الأخيرة.
والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي ساهم في زيادة تخوف طلبة غزة، خاصة أن الاختبارات في فصل الشتاء الذي يمتاز بقصر ساعات النهار، ويحتاج الطلبة للكهرباء بشكل كبير، لكن الأزمة قد تُؤثر على مستواهم التحصيلي.
ويقول الطالب عبد الله أبو نجا، ويدرس بالكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، والذي يجلس داخل غرفته الصغيرة وعلى ضوء ما يعرف بالطاقة البديلة في قطاع غزة “اللدات”: “أحاول استكمال بعض الدروس التي لم أتمكن من الانتهاء من دراستها بسبب الإرباك الذي تسبب به الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي”.
ويضيف الذي يقطن غربي محافظة رفح جنوب قطاع غزة: “الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي لساعات طويلة بلغت ذروتها حتى وصلت إلى أكثر من (12 ساعة) بشكل متواصل على مدار اليوم الواحد، أثر بشكل كبير على دراستي، وأدى إلى تقليص عدد ساعات الدراسة”.
ويوضح “لمراسلنا ” وعلامات الغضب تبدو واضحة على وجهه “الكهرباء تحكمت بنا من خلال الساعات التي يتم وصلها للمنازل، والنهار في فصل الشتاء قصير جداً لا نتمكن من الدراسة بالقدر الكافي، وفي ساعات المساء أدرس على (الليدات)، لكنها سرعان ما تفرغ من الشحن لعدم شحنها بالكامل، نظراً لساعات الوصل القليلة التي تأتي بها الكهرباء”.
ويستطرد أبو نجا: “أحاول التنقل بين منازل أصدقائئ وأقاربي الذين يكون عليهم دور الكهرباء، لمتابعة دروسي ولإنهاء دراستي”.
ولم يختلف الحال كثيراً لدى الطالب صالح أبو صيام الذي يدرس بقسم الإعلام والاتصال الجماهيري بجامعة الأزهر بغزة، فهو الآخر يعاني من الإرباك في جدول توزيع الكهرباء.
ويبين أن أزمة الكهرباء التي يمر بها القطاع في هذه الفترة، والتي تتزامن مع تقديم طلبة غزة للاختبارات، شكلت حالة من الخوف والقلق على مستقبلهم، نظراً للمعيقات التي يواجهها خلال الدراسة.
ويشير أبو صيام إلى أن جدول الكهرباء المعمول به في محافظات غزة، غير نظام دراسته، بدلاً أن تكون ساعات الليل للراحة والنوم للاستيقاظ مُبكرًا لاستكمال الدراسة، أصبح التيار الكهربائي يأتي في الليل فقط، وهذا خلق أزمة كبيرة وغير جدول الدراسة الذي يسير عليه.
ويستطرد “عدم انتظام ساعات وصل وفصل التيار الكهربائي خلق حالة من الخوف والقلق والإرباك لدينا كطلبة”، مبيناً أنهم بحاجة إلى الراحة النفسية وعدم التفرُغ لأمور غير الدراسة، حتى يتمكنوا من المنافسة وتحقيق مستويات متقدمة تُناسب طموحاتهم.
وناشد الطلبة الجهات المعنية والمسؤولة في قطاع غزة بضرورة توفير كافة الإمكانات من أجل التسهيل على طلبة قطاع غزة.
ويتخوف العديد من الطلبة من التأثر سلبًا على مستواهم التحصيلي، بسبب أزمة الكهرباء القائمة في محافظات قطاع غزة.
وأعلنت سلطة الطاقة والموارد الطبيعية أمس الجمعة، عن توقف أحد مولدات محطة الكهرباء بشكل مؤقت مع الاستمرار في عمل مولد واحد فقط، اليوم الجمعة، وذلك بسبب عدم توفر الوقود الكافي لتشغل المحطة، في ظل استمرار عدم فتح معبر كرم أبو سالم.
وأكدت سلطة الطاقة، أن توقف المولد جاء بالتزامن مع تعطل الخطوط المصرية منذ أيام، مشيرة إلى أن ذلك يؤدي للمزيد من الإرباك على برامج التوزيع، بحسب الموقع الخاص لسلطة الطاقة الفلسطينية.
وطالبت سلطة الطاقة الجهات المعنية بفتح معبر كرم أبو سالم، وتوريد كميات إضافية من الوقود مع تحصيل أثمانها بشكلٍ آجل، وعدم السماح بتفاقم الأزمة الحالية في الطاقة في ظل إصرار هيئة البترول على تحصيل كامل الأثمان بشكلٍ مسبق.
وناشدت سلطة الطاقة الجمهور للتحلي بالمسؤولية العالية في مواجهة الأزمة والتعاون مع طواقم شركة التوزيع، التي تقوم بجهود جبارة في توزيع الأحمال وتوصيل الخدمة للسكان، بما هو متاح من كميات الطاقة المحدودة.
المصدر : دنيا الوطن variety package with apcalis.