بقلم: مايك سلمان.
71 عاماً مضت على النكبة، حيث تعرضت فلسطين الحبيبة إلى عملية إبادة عرقية على يد العصابات اليهودية العنصرية عام 1948 بعد أن هاجمت عناصرها الفاشية العديد من القرى والأحياء الفلسطينية، بهدف إبادتها وإثارت الرعب في قلوب المواطنين الفلسطينيين في المدن والقرى الفلسطينية بقصد تهجيرهم عن أرضهم قسراً، وقد جاءت هذه الممارسات العنصرية الغاشمة بالتزامن مع الإعلان عن انتهاء الإنتداب البريطاني على أرض فلسطين حيث انسحب الجيش البريطاني نهائياً من فلسطين ليشعل صراعاً ضروساً لا زالت تبعاته تتفاعل طيلة السنوات الماضية المضنية ولغاية أيامنا هذه. وقد اتخذت الممارسات الإحتلالية الغاشمة العديد من الأشكال والأساليب القمعية المختلفة بهدف إنجاح المؤامرة وتفريغ الارض الفلسطينية من سكانها الأصليين لتصدق ادعاءاتهم في أن فلسطين ارض بلا شعب وأن اليهود شعب بلا أرض وأصحاب الحق التاريخي في إقامة دولة اسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات الى البحر المتوسط وتزوير التاريخ وطمس الحقائق لتكتمل جهودهم في تهويدها.
إلا أن فلسطين برجالها ونسائها وأطفالها وشيوخها وعمالها ومثقفيها، وبصمودهم الأسطوري، حافظت على هويتها العربية ورسختها بفضل المقاومة وبصبر ومثابرة واصرار أبناء شعبنا الجبار، وسيبقى حق العودة حلماً لكل فلسطيني في كافة اماكن تواجده في الوطن والشتات رغم الأصوات النشاز القليلة التي تجرأت في الآونة الأخيرة خاصة في “عهد اوسلو الميمون” التي تبنت أنصاف الحلول لهذا الحق المشروع والمدعوم بقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.
هذا الحلم لا ولم ولن يستطيع المحتل الغاصب بكل غطرسته وعنجهيته وإمكانياته، ورغم تآمره مع قوى الضلال والظلام الغربية ومع حلفائه الجدد من الأعراب محوه من ذاكرتنا وأفئدتنا، وومهما طال الزمان أو قصر، سيأتي اليوم الذي يتم فيه تحرير كامل التراب الفلسطيني المحتل والإعلان عن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران لعام 1967.
ورحم الله الشاعر ابو القاسم الشابي حيث قال:
إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ*** فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَـدَر
وَلا بُــــدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي * وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِــر.