ابتكرت الأربعينية ريم شهاب، صناعة شوكولاتة بنكهات مختلفة مستخلصة من أعشاب طبيعية اعتاد الفلسطينيون استعمالها في حياتهم اليومية.
وتستخدم ريم، نكهات أعشاب المريمية والنعناع واليانسون والريحان والزعتر وزيت إكليل الجبل، إضافة إلى استخدام زيت الزيتون الفلسطيني وحب الهيل وحبوب القهوة، في صناعة الشوكولاتة الخاصة بها.
وتقول ريم، وهي أم لستة أبناء من رام الله، إنها تمكنت من تطويع أوراق أعشاب، عادة ما يتم استخدامها كمشروبات ساخنة أو لمداواة أعراض مرضية، في تصنيع شوكولاتة خاصة بها تتميز بمذاقها عن بقية أنواع الشوكولاتة الرائجة في الأسواق.
وتضيف ريم “أنا أعمل على استخدام ست نكهات مختلفة استخرجها من أعشاب طبيعية نستخدمها في عاداتنا اليومية”.
وبدأت ريم رحلتها في تصنيع الشوكولاتة بعد أن انضمت إلى العديد من الدورات المتخصصة في فن الطهي وتصنيع الحلويات ذات الطابع الغربي على مدار ثلاث سنوات.
وتقول ريم “لم أكن متميزة في ذلك الوقت، على الرغم من إتقاني لكافة الأصناف من الحلويات”، مشيرة إلى أنها أرادت “التميز بنكهة فلسطينية خالصة، وأن تكون خاصة بها”.
وتوضح أن سنوات الغربة التي عاشتها خارج فلسطين، كانت سببا رئيسيا بابتداعها لهذا النوع من الشوكولاتة “خاصة وأن المغتربين يتشوقون دوما لأي شيء من بلدانهم، حتى وإن كانت عشبة، ومن هنا ابتدعت صناعة الشوكولاتة بنكهات مختلفة من الأعشاب الطبيعية”، على حد قولها.
وتعمل ريم على انتاج الشوكولاتة “ذات النكهة الفلسطينية” كما تحب أن تطلق عليها، في منزلها قبل أن تبدأ في تسويقها لزبائنها، لافتة إلى أنها خاضت عشرات التجارب والمحاولات كي تحصل على طعم أصلي من النكهة المرغوبة شعبيا.
وعادة ما تزين ريم الشوكولاتة ببعض أوراق الأعشاب، كل حسب نوع مذاقها، للإشارة إلى النكهة المستخدمة في تصنيعها.
وتساعد صناعة الشوكولاتة ريم على إعالة أسرتها، خاصة وأنها تقوم ببيع الكيلو الواحد منها بما يقارب 30 دولارا أمريكيا، خاصة في ظل ارتفاع نسبة البطالة في الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية.
وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني فإن معدلات البطالة في الأراضي الفلسطينية تتجاوز 24 في المائة مع فروق واسعة بالنسبة للجنس، بحيث تصل المعدلات إلى 21 في المائة للذكور مقابل 38 في المائة للإناث.
وفي محاولة منها لاستقطاب المزيد من الزبائن، تعمل على إعداد شوكولاتة خاصة بمرضى السكر، وذلك باستخدامها للمحليات الطبيعية وبنسب قليلة بما لا يؤثر سلبا على صحة زبائنها.
وتطمح ريم شهاب لإطلاق خط إنتاج محلي من خلال معمل صغير أو متجر لبيع الشوكولاتة الخاصة بها، خاصة بعد تضخم أعداد زبائنها، ما جعل منزلها غير كاف لتلبية كافة الطلبات.
وتقول ريم “لا يتوقف طموحي الإنتاجي على السوق المحلي، ولكنني آمل أن أستطيع الوصول إلى كافة الفلسطينيين الذين يعيشون خارج فلسطين من خلال الشوكولاتة والتي ستكون بمثابة تذكار لهم من بلادهم”.
وتعمل ريم على تسويق منتجاتها عبر منصة التواصل الاجتماعي (فيسبوك).
من جانبها، اعتادت الأربعينية تغريد ابو سليم، التي تمتلك مطعما في رام الله، على شراء الشوكولاتة المصنعة من مواطنتها ريم، خاصة وأنها تجد فيها نوعا من التميز والندرة.
وتقول تغريد ابو سليم، “تذوقت أنواعا كثيرة من الشوكولاتة، خلال رحلات سفر متعددة، لكنني لم أجد ما يميزها أكثر من تلك التي تصنعها ريم”.
وتوضح أن النكهات التي تستخدمها ريم في صناعتها للشوكولاتة تعطي طعما لذيذا وفي كل مرة تشتري تشعر أن هناك طعما مختلفا ومميزا عن كل مرة سابقة.
وتحضر ريم طلبيات زبائنها بعبوات خاصة وتغلقها بلمسات فنية وجمالية كتب عليها” صنع في فلسطين”.