هل السفن السياحية ذات ضرر على البيئة؟

9 مارس 2020آخر تحديث :
هل السفن السياحية ذات ضرر على البيئة؟

تعتبر الرحلات الجوية مضرة على البيئة بشكل كبير. ولكن ماذا عن السفن السياحية؟ في حين أن البعض يحبونها فإن آخرين ينتقدونها ويقولون إنها غير صديقة للبيئة. والحقيقة أن الأمر يتوقف على نوع السفينة السياحية التي تستقلها.

بدأت بعض شركات السفن السياحية التحول إلى السفن التي تعمل بالغاز الطبيعي المسال الذي ينفث القليل من الغازات الدفيئة المضرة. وأطلقت شركة “إيدا كروزس” أول سفينة سياحية في العالم تعمل فقط بالغاز الطبيعي المسال وهي “إيدا نوفا” في 2018، وتلتها بعد فترة قصيرة “كوستا كروزس” بسفينة “كوستا سميريلدا”. ومنذ ذلك الحين حدثت مزيد من الطلبيات للحصول على سفن مماثلة.

ولكن هذا يعني أنه يمكن الاستمتاع بركوب سفينة سياحية بدون الشعور بالذنب؟ بالقطع لا، لأنه في حين أن السفن التي تسير بالغاز الطبيعي المسال تطلق بالكاد أي جزيئات دقيقة أو أكسيد الكبريت، ومستويات أقل من أكسيد النتروجين، فيظل أنها تطلق ثاني أكسيد الكربون.

ويقول ديتريش بروكهاجن من مؤسسة “أتموسفير” وهي منظمة تعرض على الأشخاص فرصة تعويض الانبعاثات الناتجة عن رحلاتهم: “فيما يتعلق بالتوافق المناخي، فإن الشيء الرئيسي هو ثاني أكسيد الكربون بغض النظر عن نوع الوقود”.

وبحسب “إيدا كروزس”، فإن الانبعاثات من سفينتها التي تسير بالغاز الطبيعي المسال تراجعت فقط بواقع 20 بالمئة مقارنة بسفينة تسير بوقود الديزل. وتقول شركة “توي كروزس” إن نسبة الخفض بلغت 10 بالمئة فقط، لأنها تأخذ في الحسبان سلسلة الانتاج الكاملة.

وتقر لوسينه دام، مديرة البيئة في توي: “لا يوجد ميزة كبيرة في الغاز الطبيعي المسال فيما يتعلق بحماية البيئة.. وبخصوص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون فهو جسر للتكنولوجيا فقط”.

ومن المحتمل أن أي شخص يسافر اليوم مسؤول عن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، رغم أن الكمية تتوقف على وسيلة الانتقال. ولكن هناك وسائل على الأقل للتعويض عن الانبعاثات مثل دفع مبلغ طوعي لشركة سوف تستخدمه في المساعدة في حماية المناخ.

ويمكن للحاسبات الإلكترونية مثل “أتموسفير” و”ماي كليمت” أن تساعد الأشخاص في تحديد المبلغ الذي يجب أن يدفعوه للتعويض عن انبعاثاتهم.

وفيما يتعلق بالحاسبات الإلكترونية، يقوم المستخدمون بإدخال نوع الكابينة التي حجزوها وعدد المقيمين فيها والعدد الإجمالي لركاب السفينة وطول رحلة السفينة السياحية للحصول على تقدير قيمة ثاني أكسيد الكربون.

وعلى سبيل المثال، في سفينة تحمل ما بين 500 وألف شخص، فإن كل شخص سوف يطلق 4ر2 طنا من ثاني أكسيد الكربون، ما تبلغ تكلفته 66 دولارا ليتم التعويض عنه، بحسب حاسبة “ماي كليمت”. أما بالنسبة لحجز جناح في نفس السفينة سوف تزيد الانبعاثات لثلاثة أطنان، ما سوف يكلف 82 دولارا للتعويض عنه.

وبالمقارنة، فإن رحلة جوية اتجاه واحد من لندن إلى برلين في الفئة الاقتصادية تطلق 2ر0 طنا من ثاني أكسيد الكربون، ما تبلغ تكلفته ستة دولارات ليتم التعويض عنها، أما رحلة جوية اتجاه واحد من باريس إلى دلهي في الفئة الاقتصادية سوف تطلق 1ر1 طنا، ما تبلغ تكلفته 29 دولارا ليتم التعويض عنه.