بقلم: حمادة فراعنة
لامني بعض الأخوة الأصدقاء من الوطنيين والقوميين واليساريين، عن مقالتي المعنونة «الرياض: فلسطين قضيتنا الأولى»، وكأنني مرجعية قمت بتصدير شهادة حق لطرف، مقابل حجبها عن طرف آخر، مع أنها ليست كذلك، لا لهذا الطرف أو لذاك، هذه ليست مهمتي كأردني وفلسطيني وعربي ومسلم ومسيحي، بل وكإنسان.
مهمتي كمراقب سياسي إبراز وقائع لها دلالات مهمة، ومؤشر على توجهات ذات معنى، كمواطن له موقف أجمع الأصوات والمواقف والسياسات الداعمة لنضال الشعب العربي الفلسطيني، لاستعادة حقوقه على أرض وطنه، لأنها تشكل روافع إيجابية للنضال الفلسطيني.
من يقف إلى جانب نضال الشعب الفلسطيني وطنياً كان أو قومياً، تقدمياً أو محافظاً، عربياً أو كردياً، مسلماً أو مسيحياً أو يهودياً، نحترمه ونجله، وعلينا واجب أن نبرز موقفه لسببين:
أولهما لأن هذا حق له علينا، أن نقول له شكراً.
ثانيهما لأن الشعب الفلسطيني ببسالته وشجاعته يحتاج إلى من يقف معه، ويتطلع إلى توسيع جبهة الأشقاء والأصدقاء والمؤيدين له ضد عدوه المتفوق، ولذلك نقول للمناضلين الفلسطينيين: لستم وحدكم في نضالكم ضد عدوكم الوحيد الذي يحتل أرضكم ويصادر حقوقكم وينتهك كرامتكم، ولا عدو لكم غيره.
من يتطاول عليكم، ويمس كرامتكم إذا كان عربياً أو مسلماً لا تلتفوا إليه، اتركوه لأهله، لشعبه، ستجدون من يردعه، اكبروا عن الألم، لا تهتموا إلا لمواجهة عدوكم، لا تستنزفوا جهودكم إلا في مقاومة الاحتلال، لا تصغروا أمام الصغار، حافظوا على كبريائكم، وابقوا كباراً في نُبل نضالكم ونظافة أسلحتكم المادية والمعنوية.
لا توزعوا أحجيات الوطنية، أو إدانات الخيانة، وإذا كان البعض قد استعمل تعبير صهاينة العرب، فاتركوا صهاينة العرب للعرب، هم أولى منكم في معالجتهم ويملكون الحجة عليهم في ردعهم وتصويب خياراتهم، لأن الأغلبية الساحقة من العرب والمسلمين والمسيحيين، وشعوب الأرض تقف إلى جانبكم لأنكم على حق، وعدوكم ظالم عنصري فاشي محتل، ستتم هزيمته كما تم هزيمة أميركا في فيتنام، وفرنسا في الجزائر، وكما تم هزيمة بريطانيا أمام شعوب مستعمراتها.
دققوا في عمليات التصويت في الأمم المتحدة، تحصل فلسطين على عشرات الأصوات المؤيدة، بينما الولايات المتحدة بقوتها ونفوذها لا تتمكن من الحصول على عشرة أصوات، أقل من عشرة أصوات فقط، حينما يقع التصويت لفلسطين، وقد تم هذا أكثر من مرة.
نضال الشعب الفلسطيني على الأرض في الميدان هو الأساس، في فلسطين، على أرض فلسطين، بأدوات فلسطينية، في مواجهة عدو فلسطين: الاحتلال وأدواته وأجهزته المتفوقة، هذا هو المعيار، وأي اهتمام آخر خارج فلسطين هو استنزاف للنضال.
اتركوا العمل خارج فلسطين للأشقاء والأصدقاء فهم قادرون على مواجهة خصومكم وأعداء قضيتكم، وهم كُثر يملكون الأدوات المتعددة لتطويق صهاينة العرب أو من يقف مع الصهيونية سراً أو علنية، ولكنكم وحدكم ممن تملكون القدرة على مواجهة الصهيونية وأدواتها داخل فلسطين، دققوا بما يفعل أعضاء الكنيست من أبناء شعبكم، هم نموذج لهذا النضال في صنع المستقبل لهم ولكم.