مسؤولية المجتمع الدولي تجاه فلسطين

حديث القدس

حالة الطوارىء التي تعيشها فلسطين، كما مختلف دول العالم، بسبب وباء الكورونا، حالة فريدة من نوعها تختلف عن باقي الدول لأن فلسطين تعيش منذ وقت طويل وباء الاحتلال وتداعياته على مختلف جوانب الحياة، مما يستدعي من المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته تجاه فلسطين الدولة الواقعة تحت الاحتلال الذي تجاهل ولا يزال كافة قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية، كما يرفض تطبيق القوانين الدولية الخاصة بالاحتلال والواجبات الملقاة عليه في زمن الكوارث والاوبئة خاصة وبشكل عام تجاه الواقعين تحت احتلاله.

ومن هذا المنطلق جاء اجتماع رئيس الوزراء د. محمد اشتية امس مع سفراء وقناصل وممثلي دول العالم لدى فلسطين لاطلاعهم اولا على حقيقة الاوضاع الصعبة الراهنة في ظل وباء الكورونا وتداعياته على الاقتصاد المحلي وعلى الميزانية الوطنية ومتطلبات الجهود الشاملة التي تبذلها الرئاسة والحكومة في مواجهة الوباء من جهة ووضعهم أمام مسؤولياتهم في دعم فلسطين في هذه الظروف العصيبة سواء في مواجهة كورونا او في مواجهة مخططات الضم والتوسع التي اتفق حزبا الليكود و «أزرق» ابيض وباقي أحزاب اليمين الاسرائيلي على تنفيذها بعد تشكيل الحكومة الاسرائيلية القادمة.

ومن الواضح ان فلسطين لا تستجدي أحدا بقدر ما تذكر الجميع بمسؤولياته، خاصة وأن الامم المتحدة والمجتمع الدولي بكل دوله واعضائه مسؤولون عن تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ومسؤولون عن مساعدة الشعوب الواقعة تحت الاحتلال وتنفيذ المبادىء التي قامت عليها الامم المتحدة وقراراتها خاصة حقوق الشعوب في تقرير مصائرها وحفظ السلام والأمن الدوليين ومعاقبة من لا يمتثل قرارات الشرعية الدولية، هذا عدا عن الحديث عن مسؤوليات دول بعينها مثل بريطانيا واميركا وغيرهما في نشوء المأساة الفلسطينية واستمرارها حتى يومنا هذا.

ومما لا شك فيه ان كل فلسطيني يفخر اليوم بتلك الجهود العظيمة التي تبذلها الرئاسة والحكومة بل اجهزتها الطبية والامنية والاعلامية، وجهود المنظمات الاهلية والمبادرات المحلية، رغم الاحتلال ور غم محدودية الامكانيات والتي أثمرت بحمد الله عن هذه النتائج الطيبة حتى اليوم في محاصرة الوباء ومنع تفشيه على نطاق واسع لتشكل فلسطين رغم محدودية امكانياتها نموذجا يحتذى به في التنظيم والتعاضد والتكاتف المجتمعي في الطريق نحو الانتصار على هذا الوباء.

إن ما يجب ان يقال هنا اولا ان هذه الصورة المشرقة التي ترسمها فلسطين اليوم بجهود كل ابنائها وقيادتها انما تأتي امتدادا لخبرة وتجارب شعبنا الطويلة في مواجهة الظروف الصعبة وايمان شعبنا بحقه في الحرية والحياة وايمانه بحتمية انتصاره ليس فقط على وباء الكورونا وانما ايضا على وباء الاحتلال الذي لا بد ان يزول عاجلا او آجلا.

كما ان ما يجب ان يقال هنا ايضا أن دعم فلسطين في ظل هذه الظروف الصعبة هو واجب قومي على كل عربي وواجب اسلامي وواجب أممي ونتطلع الى استجابة المجتمع الدولي للدعوة التي وجهها رئيس الوزراء والى استجابة الدول العربية والاسلامية لضرورة دعم فلسطين.

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

العرب وإسرائيل وبناء السلام الإيجابي

بقلم:د. ناجي صادق شراب الفرضية الرئيسية التي يقوم عليها البناء الإيجابي للسلام، هي العمل على …