دولة الاحتلال تخطط وتعمل لما هو ابعد من الضم والتوسع

حديث القدس

لم يعد هدف دولة الاحتلال في المرحلة الحالية ضم الاغوار وبناء المزيد من المستوطنات وتهويد القدس واقتسام المسجد الاقصى مكانيا بعد ان قسمته زمانيا وغيرها من الامور الاخرى فقط، بل تعدت هذه الامور الى ما ابعد من ذلك وهو استغلال جائحة «كورونا» التي تجتاح العالم باسره بما فيها دولة الاحتلال الى تعمد نشر هذا الفيروس القاتل بين ابناء شعبنا في الضفة والقطاع المحتلين بما في ذلك القدس الشرقية.

وبعبارة اوضح فان دولة الاحتلال تعمل بشتى الطرق والوسائل من تفشي هذا المرض القاتل في الاراضي الفلسطينية المحتلة، لقتل اكبر عدد ممكن من شعبنا، بعد ان فشلت في ابادته خلال حروبها العدوانية المتواصلة والمستمرة حتى اللحظة، وكذلك المجازر التي ارتكبتها وترتكبها بحق شعبنا واسرانا ومعتقلينا في سجونهم ومعتقلاتهم التي لا تصلح للحياة البشرية، بل هي كهوف كالتي عاش بها الانسان القديم، بل اسوأ منها بكثير، فهي عبارة كما يصفها الاسرى بأنها اكياس حجرية.

فدولة الاحتلال تتعمد في توفير اللوازم والاجهزة الطبية للاراضي الفلسطينية بصفتها دولة احتلال من واجبها توفير هذه اللوازم من اجل مواجهة هذا الفيروس القاتل والذي وصل عدد قتلاه في العالم حوالي مليون شخص ان لم يكن اكثر من ذلك بكثير والى جانب ذلك تقوم باستغلال احتياجات عمالنا من اجل العمل في الداخل لانعاش اقتصادها، رغم ان وباء كورونا منتشر بداخلها والاصابات والموتى بهذا الفيروس في داخلها بازدياد مستمر.

وهدف دولة الاحتلال هو اصابة هؤلاء العمال بالفيروس لينقلون الى الاراضي المحتلة لايقاع اكبر الخسائر البشرية في الجانب الفلسطيني عدا عن الجوانب الاخرى الاقتصادية والاجتماعية والمالية وغيرها من الامور الحياتية الاخرى.

فعلى سبيل المثال قامت دولة الاحتلال وبدلا من فحض العمال الفلسطينيين العائدين من داخلها الى الاراضي المحتلة، تفتح لهم ثغرات في جدار العزل العنصري وعبارات مياه الصرف الصحي للمرور من خلالها لنقل العدوى لذويهم وابناء شعبهم، ودون تفتيشهم كما كانت تفعل في السابق.

كما انها فتحت ثغرات اخرى في جدال العزل العنصري، كي يمر منه العمال للداخل للعمل في الاقتصاد الاسرائيلي الذي تقدر خسائره بالمليارات، لتقليل خسائر اقتصادهم وحتى يصاب عمالنا بالعدوى وينقلوه لابناء شعبهم.

ان دولة الاحتلال تستغل ابشع استقلال احتياجات عمالنا لاعالة عائلاتهم، لنشر هذا الوباء في مجتمعنا خاصة وان السلطة الفلسطينية وكافة الفصائل استطاعت من خلال اجراءاتها الاحترازية رغم قلة امكانياتها من الحد من انتشار هذا الوباء وبقي محصورا في اعداد قليلة جدا. في حين لم تستطع دولة الاحتلال التي تدعي التقدم العلمي والتقني من الحد من انتشاره والاصابات والموتى في جانبها باعداد يومية.

ان على العالم التحرك للجم الاحتلال، ووقف اجراءاته وانتهاكاته ومحاولاته قتل المزيد من ابناء شعبنا ليسهل عليه تمرير مخططاته في الضم والتوسع.

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

العرب وإسرائيل وبناء السلام الإيجابي

بقلم:د. ناجي صادق شراب الفرضية الرئيسية التي يقوم عليها البناء الإيجابي للسلام، هي العمل على …