مسؤولية دولية

حديث القدس

التصريحات التي ادلى بها نيقولاي ميلادينوف، الممثل الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، امام مجلس الامن وحذر فيها من قيام الاحتلال الاسرائيلي بضم اجزاء من الضفة الغربية المحتلة وان مثل هذه الخطوة تشكل انتهاكا للقانون الدولي وتدمر حل الدولتين، تثير عدة تساؤلات وتعيد مجددا الى الاذهان مسؤولية المجتمع الدولي ممثلا بالأمم المتحدة ومجلس الامن ازاء هذا العدوان الاسرائيلي السافر على الشعب الفلسطيني وحقوقه وازاء استخفاف الاحتلال بالشرعية الدولية وقراراتها.

وغني عن القول ان قرارات الشرعية الدولية بشأن القضية الفلسطينية ، سواء تلك التي اتخذها مجلس الامن او الجمعية العامة، او المنظمات والوكالات التابعة للأمم المتحدة منذ النكبة وحتى اليوم، كثيرة جدا ولم تنفذ اسرائيل منها شيئا، لأنها تعتقد انها فوق القانون الدولي وتحظى بدعم مطلق من الادارات الامريكية المتعاقبة واستمرار السكوت الاوروبي رغم بيانات الادانة والنقد التي لا تعبأ بها اسرائيل . وواضح ان المعارضة الاسرائيلية لهذه القرارات تنبع من ان الاحتلال الاسرائيلي بكل اطماعه التوسعية يرى ان هذه القرارات من شأنها نسف مخططاته العدوانية وخطواته اللاشرعية، خاصة وان المجتمع الدولي يعتبر الاستيطان بكل اشكاله في القدس المحتلة وباقي انحاء الاراضي المحتلة غير شرعي، ويعتبر ان الضفة الغربية وقطاع غزة هي اراض فلسطينية محتلة.

ان ما يجب ان يقال ان هذه التصريحات التي ادلى بها ميلادينوف تعكس جزءا من الحقيقة، لأن الاحتلال الاسرائيلي وحليفته اميركا دمرا حل الدولتين منذ وقت طويل، وتتحمل الولايات المتحدة وادارة ترامب تحديدا مسؤولية رئيسية في هذه الجريمة نظرا لمواقفها المعادية للشعب الفلسطيني وحقوقه.

والواضح ان ما عرضه ميلادينوف على مجلس الامن يضع اوروبا وباقي المجتمع الدولي امام مسؤوليتهما في حفظ الامن والسلم الدوليين وضمان تطبيق مواثيق الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية.

لهذا نقول، من الاجدر بالمجتمع الدولي ليس فقط الانصات الى ممثله في الشرق الأوسط بل بناء تحالف قوي يواجه هذا الاستخفاف الاسرائيلي بالنظام الدولي وبالقوانين والقرارات الدولية.

وقد حان الوقت كي يتحمل المجتمع الدولي الذي يمثله ميلادينوف مسؤولياته في محاسبة ومعاقبة اسرائيل على كل جرائمها وانتهكاتها واستخفافها بالمجتمع الدولي نفسه. حان الوقت لخطوات عملية وليس لمجرد كلام او بيانات لا تلقي لها اسرائيل بالا كالعادة.

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

العرب وإسرائيل وبناء السلام الإيجابي

بقلم:د. ناجي صادق شراب الفرضية الرئيسية التي يقوم عليها البناء الإيجابي للسلام، هي العمل على …