بقلم: الدكتور ربيعة بن صباح الكواري
ولدت الجامعة العربية ضعيفة وستبقى للأبد ضعيفة بسبب هيمنة بعض الدول العربية على سياساتها وقراراتها المعلبة المفروضة عن طريق القوة.. وهذا ما جعلها تتأخر عن التطوير والأخذ بالقرار العربي الموحد نحو عدم خدمة كل البلدان العربية وبطريقة تدعو للسخرية.
والأمين العام للجامعة من الشخصيات التي لا حول لها ولا قوة.. فهو كما يقول عنه المثل الشعبي الصريح والواضح في معناه: ” لا يهش ولا ينش “.. فمنذ قدومه لهذا الكرسي وهو يقدم للعرب الأنموذج الهش والمنكسر لأمين عام لا يتمتع بأي أمانة ولا إخلاص في العمل الذي يديره منذ سنة 2016 م.. وهو يقترب اليوم من سن الثمانين دون أي فائدة من ادارته المهزوزة، فوجوده وعدم وجوده واحد.. فقد أثبتت الأيام التي مضت بأنه يدار من خارج مصر ومن خلال بعض الدول التي أصبحت تتحكم بالمؤسسة من الألف إلى الياء وتقدم له المال الذي يجعله يستريح من وجع الرأس.. فهو مستسلم لهذه الدول التي تسيّس الجامعة وقراراتها من تحت الطاولة.. وهو من ناحية أخرى لا يتحدث بأي قرار يصدر من أمانته دون اخذ الموافقة المسبقة ممن يمتلك هذا القرار الذي يكتب له قبل أن يرى النور.
وفي أزمة كورونا التي شغلت بال الشارع العربي تبقى جامعة الخيبة العربية ” للخلف در ” في ادارتها وعملها الهزيل حيث أصبح حديث القريب والبعيد في شتى أنحاء المعمورة.. فالهزائم السياسية تتوالى في بلداننا العربية بسبب التناحر فيما بينها والتآمر على بعض الدول التي ما زال قائما حيث تحاك هذه المؤامرات في وضح النهار ” عيني عينك “.. مثل المؤامرات ضد ” قطر وليبيا واليمن وسوريا “.. وجامعتنا المهزومة من الداخل لا تتحرك من أجل كشف الغمة عن حقيقة ما يحدث على الساحة مع كل أسف.
فالأزمة الصحية التي حلت في مجتمعاتنا العربية دون استثناء ما زالت غائبة عن أجندات جامعة الخيبة حتى ولو كانت ” عن بعد ” على أقل تقدير.. وهو ما قد يأتي من باب حفظ ماء الوجه وكسر حاجز الخوف الذي عم مجتمعاتنا العربية عن بكرة أبيها.. هذا من ناحية.. ومن ناحية أخرى لإثبات – على أقل تقدير – أن هناك من يهتم بقضايا الأمة وشؤونها التي تمس الإنسان العربي وصحته وحياته المستقبلية وبناءها بما يحقق الاستقرار والسلامة له ولمجتمعه الذي يعيش فيه.
ويبدو أن فيروس كورونا الفتاك قد تغلغل في بعض من يدير جامعتنا وتمكن منهم فلم تمتلك ادارتها القدرة على الحراك أو حتى ولو بقرار عابر يقدم بعض ” التلميح الذي يغني عن التصريح ” وذلك في هذه الظروف العصيبة والحرجة التي تمر بها امتنا.
والمضحك المبكي ان الجامعة تحاشت عمل أي اجتماع طارئ عن بعد.. واكتفت بقرارات الشجب المعتادة التي لا تثمر عن شيء مثل – على سبيل المثال – تحذيرها من خطورة الأوضاع في فلسطين في ظل انتشار وباء كورونا وأن إسرائيل تستغل كورونا للتوسع في الاستيطان.. ومثل هذه التعليقات الباهتة من قبل الجامعة تأتي في الوقت الذي تحتفل فيه جامعة الخيبة بمناسبة احتفالها باليوبيل الماسي (الذكرى الخامسة والسبعين) عندما تم التوقيع على ميثاقها بالقاهرة في مارس 1945 م.. وبهذه المناسبة كتب أمين عام جامعة الخيبة العربية ” أحمد أبو الغيط ” مقالة صحفية بهذه المناسبة تحدث فيها عن مطالبته بإسكات المدافع في البلدان العربية وهو يعلم علم اليقين أن من يشجع على اطلاق هذه المدافع هم العرب أنفسهم الذين خانوا الأمانة وأول من هرولوا للتطبيع مع أعداء الأمة وبمباركة من الجامعة وأمينها العام المسيّس.
ويفترض في هذا التوقيت أن تهب هذه المنظمة لمساندة ودعم الشعوب العربية الفقيرة والمستضعفة خلال ” أزمة كورونا ” التي عصفت بها وأتت على الأخضر واليابس دون حراك منها.. فهناك بعض الحروب الطاحنة والأزمات السياسية المفتعلة التي تمر بها هذه الدول المنكوبة والمحاصرة مثلما يقع في فلسطين واليمن وليبيا وسوريا وحصار قطر.. ويتطلب من ” جامعة الخيبة ” أن تقدم الدعم المالي واللوجستي لها في ظل احياء ” نظرية المؤامرة ” وتنفيذها بامتياز.
كلمة أخيرة..الجامعة العربية وإدارتها الفاشلة وأمينها العام أصبحوا مجرد أداة لا حول لهم ولا قوة في هذه الأزمة الطارئة التي يتجرعها المواطن العربي ويزداد عنفوانها دون إيجاد أية حلول لها في ظل التخاذل العربي الذي أهملته هذه المؤسسة مع اقتراح عدم دفع أية مخصصات مستقبلية لها من جيوب العرب حيث اثبتت الأيام انه ليس لها اي مردود يذكر.
عن “الشرق” القطرية