بقلم: حمدي فراج
ببالغ الأسى والأسف ، ونحن ننقل الى بعضنا بعضا ، أطيب التهاني و الامنيات بحلول شهر رمضان المبارك ، ما الذي يتربع على مائدتنا الى في اليوم الاول من الشهر الفضيل؟
– اتفاق الحكومة الاسرائيلية بحزبيها الكبيرين ضم اراض من الضفة الغربية المحتلة بحلول الاول من تموز القادم ، اي بعد حوالي شهرين من الان. وبدلا من ان يكون الرد الفلسطيني حاضرا على المائدة باعلان انهاء الانقسام والتوحد الوطني الكفاحي لافشال القرار ، جاء الرد اياه الذي عهدناه على مدى العقود الثلاثة الاخيرة الماضية، الذي ظل قاصرا عن احباط او لجم اي من القرارات الاسرائيلية النوعية ضد شعبنا وأرضنا وقضيتنا .
– قرار محكمة اسرائيلي بتشريح جثمان الأسير نور البرغوثي ابن الثلاثة والعشرين ربيعا ، بحضور طبيب فلسطيني من وزارة العدل الفلسطينية ، فهل سيغير هذا شيئا من مسؤولية الدولة عن وفاة اسير في سجنها ، حتى لو كان انتحارا ، من ضمن 223أسيرا قضوا وراء القضبان .
– تقرير لمنظمة حقوقية اسرائيلية ان الدولة لم تقم بتعديل سياستها وروتين عملها الاعتقالي بالاقتحام والعنف وتفجير الابواب وتدمير المحتويات ومصادرة الهواتف والسيارات وترويع الاطفال ، ففي شهر الكورونا “آذار” اقتحمت مئة منزل واعتقلت منها ما مجموعه 217 فلسطينيا من الضفة وحدها .
– تحرر أسير من مخيمنا بعد انتهاء مدة محكوميته البالغة 18 سنة هو حمزة الخمور، دون الاستقبال المعهود الذي يليق به وبنضاله الا من نفر صغير من اهله وافراد عائلته ، دون عناق او قبل ، يقرر ان يحجر نفسه 14 يوما ، وكأن 18 سنة لم تكن كافية .
– هناك ايضا تبادل التهاني بين الملوك والرؤساء العرب تتضمن أطيب التهاني وأصدق المشاعر المقرونة بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى، أن يعيد هذه المناسبة المباركة والجميع بموفور الصحة والسعادة، لما فيه خير شعوبهم وخدمة أهدافهم وقضايا أمتنا، وفي مقدمتها قضية فلسطين العادلة. وأن تنعم شعوبهم الشقيقة بمزيد من التقدم والازدهار، وأن تعود المناسبة على أمتنا وقد تعززت وحدتها وتحققت تطلعات وأماني الشعوب بالتطور والرقي.
ينبري هنا أحد الاولاد، الذي يتحجج في إفطاره بذرائع شرعية او شبه شرعية، التشكيك في المادة الاخيرة ، تبادل التهاني بين الزعماء العرب ، القائمة على اللامشاعر، ولا على موفور الصحة بعد ان مات منهم معظمهم بالشيخوخة آخرهم رئيس مصر الذي حكم 30 سنة وسلطان عمان الذي حكم خمسين، و ما نعمت شعوبهم يوما بالازدهار، وما تحققت تطلعاتهم وامنياتهم بالرقي ، بل بالذل والفقر والصغار .
اما قضية فلسطين التي مضى عليها 72 رمضانا وهي تستصرخهم من اجل نصرتها ، فقد جاهروا اليوم في خذلانها .