ظواهر ايجابية يجب الارتقاء بها

27 أبريل 2020آخر تحديث :
ظواهر ايجابية يجب الارتقاء بها
ظواهر ايجابية يجب الارتقاء بها

حديث القدس

انتجت جائحة كورونا القاتلة والتي لا تزال تجتاح العالم وتوقع المزيد من الضحايا، عدة ظواهر ايجابية في مجتمعنا الفلسطيني سواء داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة أو في الشتات، الى جانب ظواهر سلبية، ولكن هذه الظواهر السلبية ليست بين صفوف المواطنين ولكنها بين صفوف العديد من التجار الجشعين ومنعدمي الضمير والاخلاق.

غير ان الظواهر الايجابية تغلبت وتواصل التغلب على الظواهر السلبية، الامر الذي يؤكد ان هذا الشعب فيه من الخير الكثير، وان الظواهر السلبية من جشع وطمع الى زوال خاصة بعد تكشف هؤلاء التجار، وتقديمهم للمحاكم رغم ان اسماءهم لا تزال مجهولة، ومن الواجب الوطني والاخلاقي كشف اسماء هؤلاء لتعريتهم امام شعبهم الذي ضحى ولا يزال يواصل التضحيات الجسام على مذبح قضيته الوطنية.

ومن بين الظواهر الايجابية، مسألة التكافل والتضامن، من خلال قيام العديد من المؤسسات بتقديم المساعدات الغذائية للفقراء والمحتاجين من عائلات وأسر مستورة ومتعففة، خاصة في هذه الظروف الصعبة الناجمة عن حالة الطوارىء ووقف الاشغال، لأن حالة الطوارىء تقضي بالتزام المواطنين في منازلهم خشية على حياتهم من هذا الفيروس اللعين والذي عجز العالم حتى الآن عن ايجاد علاج ناجع للقضاء عليه.

ورغم اختلاف الظروف وتباينها، إلا ان ذلك يذكرنا بأيام وسنوات انتفاضة الحجارة، عندما كان الجار يقتسم مع جاره رغيف الخبز، وكانت المؤسسات على مختلف أنواعها وأشكالها لا تبخل في تقديم العون للمعوزين والمحتاجين.

لقد كان التضامن والتكافل في أوجه، مما جعل العالم بأسره يقف الى جانب شعبنا الذي واجه الاحتلال بصدور عارية وسلاحه الحجارة فقط.

ان جائحة الكورونا التي بينت شعبنا على حقيقته من خلال التضامن والتكافل بين أفراده وأسره وعائلاته، هي دليل واضح وضوح الشمس بأن هذا الشعب هو شعب حي وانه يستحق الحياة في دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف وان الاحتلال العنصري الذي يجثم على ارضه وصدور أبنائه، إلى زوال وانه عابر لا محالة.

ومع تثميننا لهذه الظواهر الايجابية، الا ان المطلوب عدم اقتصارها على المواد الغذائية، بل تنويعها لتشمل المساعدات المادية، نظراً لاحتياج العديد من الأسر، للنقود، لشراء الجزء اليسير من احتياجات أبنائها من لباس وقرطاسية وغيرها من اللوازم الأخرى.

كما يتطلب الأمر دعم العمال العاطلين عن العمل مادياً وليس فقط بمواد غذائية، فهؤلاء العمال، الذين يلتزمون منازلهم، والذين كانوا يعملون ليحصلوا على قوت أسرهم يوماً بيوم، يستحقون الدعم، فهم الفئة المتضررة اكثر من غيرهم من موظفين وأصحاب رؤوس الأموال.

ان الظواهر الايجابية يجب ان تتوسع وتتزايد يوماً بعد آخر، وعلى مسؤولي أموال الزكاة، وصندوق «وقفة عز» تقديم المساعدات النقدية للمحتاجين، خاصة وان هناك من أبناء شعبنا من أصحاب رؤوس الأموال من عندهم النخوة والضمير الحي ولن يبخلوا في تقديم المساعدات النقدية للجهات المحتاجة.

أما عن الظواهر السلبية، فإنه كلما اتسعت وتزايدت الظواهر الايجابية فإن نقيضها يحتم انحساره وتلاشيه شيئاً فشيئاً، لأن شعبنا سيقف بالمرصاد لكل من تسول له نفسه النيل منه، من خلال بيعه المواد الغذائية وغير الغذائية الفاسدة، كما ان اجهزة الأمن والسلطة الفلسطينية ستنزل أشد العقاب بهؤلاء الفاسدين.