أسفر انتشار وباء فيروس كورونا المستجد عن شلل شبه كامل في النشاطات والمنافسات الرياضية حول العالم، بما فيها كرة القدم الأوروبية التي علقت منافساتها منذ منتصف آذار الماضي، وبات مصيرها حاليا يتنوع بين سماح بعودة قريبة، أو انتظار موعد لذلك، وصولا الى إلغاء لموسم 2019-2020.
وأودى فيروس “كوفيد-19” بحياة قرابة 144 ألف شخص في القارة العجوز وحدها، من بين أكثر من مليون ونصف مليون إصابة معلنة.
وبدأت بعض الدول الأوروبية مطلع أيار بتخفيف قيود الاغلاق والحجز المنزلي التي فرضت خلال الشهرين الماضيين تقريبا.
في ما يلي عرض لواقع البطولات الوطنية الكبرى في أوروبا:
ستكون ألمانيا أول بلد بين البطولات الأوروبية الخمس الكبرى تستأنف فيه منافسات اللعبة، بعدما أجازت حكومة المستشارة أنغيلا ميركل ومسؤولو المقاطعات الألمانية الـ16 لرابطة الدوري المحلي، القيام بذلك من دون جمهور بدءا من منتصف أيار.
وحددت رابطة الدوري ليل الأربعاء، تاريخ 15 أيار لعودة منافسات الدرجتين الأولى والثانية.
وقالت ميركل بعد اجتماع مع مسؤولي المقاطعات الأربعاء “يمكن استئناف البوندسليغا (الدرجة الأولى والثانية) في النصف الثاني من أيار مع احترام القواعد (الصحية) التي تم التوافق عليها”.
ومُنح الإذن بشرط اتباع مبادئ توجيهية صارمة – مع تعيين موظف مسؤول عن النظافة في كل فريق – لمنع تفشي الفيروس.
وعاودت الأندية الـ18 في دوري الدرجة الأولى تدريباتها في الأسابيع الثلاثة الأخيرة لكن بمجموعات صغيرة مع اعتماد التباعد الاجتماعي حتى على أرضية الملعب.
وكشفت الرابطة الإثنين أنه من أصل 1724 فحصا تم إجراؤها في الأندية الـ36 التي تشكلها (مناصفة بين الدرجتين الأولى والثانية)، جاءت عشرة إيجابية.
وبلغ عدد الوفيات في ألمانيا جراء “كوفيد-19” قرابة سبعة آلاف شخص، في حصيلة تعتبر قليلة نسبيا بالمقارنة مع بريطانيا وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا.
أكدت أندية الدوري الإنكليزي الممتاز التزامها الأسبوع الماضي بإنهاء الموسم متى أتاحت القيود ذلك، على الرغم من مخاوف أبداها بعض اللاعبين.
ويواجه الدوري الممتاز خسائر تقدر بحوالي مليار جنيه إسترليني (1,25 مليار دولار) في حالة عدم استكمال الموسم.
وتتبقى 92 مباراة في الدوري الممتاز الذي يتصدره ليفربول بفارق 25 نقطة (ومباراة أكثر) عن مانشستر سيتي الثاني. ويجد النادي الأحمر نفسه أقرب من أي وقت مضى لتحقيق لقبه الأول في البطولة المحلية منذ 1990.
ومن ضمن الاقتراحات لاستئناف البطولة، إقامة المباريات خلف أبواب موصدة في ملاعب محايدة، وذلك للحد من الكلفة المالية. لكن هذا الطرح يلقى معارضة من بعض الأندية لاسيما تلك التي تحتل مراكز متأخرة من الترتيب.
ومن المتوقع أن يعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الأحد خطة بلاده لتخفيف الإغلاق، على ان يُعقد في اليوم التالي اجتماع لرابطة الدوري الممتاز لبحث خطة الاستئناف.
وتعد المملكة المتحدة الأكثر تضررا بفيروس “كوفيد-19” في القارة الأوروبية والثانية عالميا، بعدما تجاوز عدد الوفيات فيها عتبة 30 ألفا.
بدأ لاعبو الدوري الإسباني الأربعاء بالعودة إلى أنديتهم للخضوع لاختبارات فيروس كورونا، حيث تخطط الفرق لاستئناف التدريب ضمن قيود، قبل الاستئناف المقترح للموسم في حزيران.
وأعلنت رابطة “لا ليغا” الاثنين نيتها “العودة الى المنافسات في حزيران”، بعدما أعطت السلطات المحلية الضوء الأخضر لاستئناف التمارين الفردية هذا الأسبوع بشكل تدريجي.
وكانت الحكومة الاسبانية أقرت خطة رفع قيود الإقفال التام الاثنين وجاءت على أربع مراحل، على ان يشمل ذلك بالنسبة الى الرياضيين المحترفين “فتح المجال أمام التدريبات الفردية والحد الأدنى من التمارين”، وتواجد ستة لاعبين كحد أقصى على أرض الملعب.
وستشمل المرحلة الرابعة والأخيرة المقرر تنفيذها في أوائل حزيران، إمكانية اقامة الاحداث الخارجية شرط أن لا يحضرها أكثر من 400 شخص.
وتسبب فيروس “كوفيد-19” بوفاة أكثر من 25 ألف شخص في إسبانيا وإصابة قرابة 254 ألفا.
بدأ اللاعبون في عدد من الأندية الإيطالية، بما في ذلك يوفنتوس حامل اللقب، بالعودة الى التدريب بشكل فردي بعدما تلقوا الضوء الأخضر من وزارة الداخلية.
ورغم السماح للاعبين بالعودة إلى مرافق الأندية قبل أسبوعين من الموعد المحدد، وخضوعهم لفحوص صحية، حذر وزير الرياضة فينتشنزو سبادافورا من أن التدريب الجماعي لن يصبح ممكنا قبل 18 مايو.
وسيكون نجم “السيدة العجوز” البرتغالي كريستيانو رونالدو، مجبرا على البقاء في الحجر الإلزامي لمدة 14 يوما بعد عودته إلى تورينو ليل الإثنين الثلاثاء، بعدما أمضى الشهرين الماضيين في بلاده.
ولا تزال الأمور غير واضحة بالنسبة إلى استئناف الدوري. وأكد سبادافورا في السادس من أيار، انه يستحيل في الوقت الراهن تحديد موعد لذلك.
ودعمت جميع فرق الدوري الإيطالي العشرين رسميا عودة المباريات، على رغم إبداء أندية مثل بريشيا وتورينو تحفظاتها.
ومن المقرر عقد اجتماع الخميس بين الاتحاد المحلي واللجنة العلمية التقنية الحكومية لبحث البروتوكول الطبي لاستئناف التدريب الجماعي.
وتعتبر إيطاليا من أكثر الدول تأثرا بـ”كوفيد-19″، اذ أودى فيها بحياة نحو 30 ألف شخص، من ضمن نحو 214 ألف حالة معلنة.
توجت رابطة الدوري الفرنسي باريس سان جرمان بطلا للبطولة المحلية، بعدما أعلنت نهاية نيسان إنهاء موسمها الكروي.
وجاء القرار في أعقاب تصريحات لرئيس الوزراء إدوار فيليب أكد فيها تجميد النشاط الرياضي حتى أيلول.
وقالت رئيسة الرابطة ناتالي بوي دو لا تور “هذا القرار لا لبس فيه. كان يتعين علينا اتخاذ قرار حازم ونهائي بشأن الموسم الحالي. لقد قررنا إنهاء موسم 2019-2020”.
واعتمدت الرابطة في ترتيبها على معدل النقاط بالنسبة للمباريات، علما بأن البطولة علقت قبل 10 مراحل من نهايتها.
وأدى قرار الرابطة إلى هبوط تولوز وأميان إلى الدرجة الثانية، فيما سيصعد لوريان ولنس إلى الدرجة الأولى. وسيمثل فرنسا في مسابقة دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل كل من سان جرمان ومرسيليا ورين.
وأسفر فيروس كورونا عن وفاة حوالي 25 ألف شخص في فرنسا، من بين أكثر من 170 ألف مصاب.
بات الدوري الهولندي أول بطولة وطنية في دولة منضوية تحت راية الاتحاد الأوروبي للعبة (ويفا)، يتم إنهاؤها بشكل مبكر.
ولم يتوج الاتحاد المحلي أي فريق باللقب، وجمّد الهبوط والصعود.
الى ذلك، قررت الحكومة البلجيكية تعليق منافسات كرة القدم حتى 31 تموز/يوليو، حالها كحال النشاطات الرياضية.
ويتوقع ان تتخذ الرابطة المحلية في جمعيتها العمومية المقررة في 15 أيار/مايو، قرار إنهاء الموسم الذي كانت تتبقى منه مرحلة واحدة قبل انطلاق الادوار الفاصلة “بلاي أوف”.
ومن المرجح أن يعلن كلوب بروج بطلا، كونه يتصدر الترتيب (70 نقطة) بفارق 15 نقطة.
الى ذلك، حددت خمسة اتحادات مواعيد لاستئناف المباريات، هي جزر فارو (التاسع من أيار)، كرواتيا وصربيا (اعتبارا من 30 أيار)، مونتينيغرو (الأول من حزيران وتركيا (12 حزيران).