بعد أن أصبح أول أميركي يدرب فريقا مشاركا في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، وبعد أن لعب دورا أساسيا في بروز نجم المهاجم النروجي إرلينغ براوت هالاند، كان جيسي مارش يعيش موسما استثنائيا قبل أن يدخل فيروس كورونا المستجد على الخط ويتسبب بتعليق الدوري النمسوي وسائر البطولات الأوروبية الأخرى.
ومع دخول ريد بول سالزبورغ مرحلة الاعداد البدني مع تحديد موعد الثاني من حزيران لاستئناف الموسم، كشف مارش في مقابلة هاتفية مع وكالة فرانس برس عن تحديات العودة التي بدأت بتمارين ضمن مجموعات صغيرة، على أن تبدأ التمارين الجماعية اعتبارا من الجمعة.
وقال ابن الـ46 عاما الأربعاء “لقد اضطررنا جميعا (الأربعاء) الى اجراء اختبارات مرة اخرى للتأكد من عدم اصابة احد بالفيروس. هذه هي المرة الثانية التي نجري فيها اختبارات. لا يزال يتعين علينا المحافظة على التباعد الاجتماعي في غرف الملابس، وسنرتدي كمامات في المبنى. حتى على مقاعد البدلاء، سيكون علينا الحفاظ على مسافة متر واحد بين اللاعبين والطاقم التدريبي”.
وخلافا لألمانيا التي تستأنف نشاطها الكروي في عطلة نهاية الأسبوع الحالي لتكون الـ “بوندسليغا” أول بطولة كبرى تعود الى الملاعب، لم تجبر الفرق في النمسا على دخول معسكرات حجر مغلقة.
في الواقع، إذا اعتبرت ألمانيا من الدول التي تعاملت بشكل جيد مع جائحة “كوفيد-19” ما مكنها من استئناف الدوري المحلي لكرة القدم، فيمكن القول أن النمسا قامت بعمل أفضل.
وبعدد سكان يبلغ قرابة تسعة ملايين نسمة، سجلت النمسا 624 حالة وفاة فقط من أصل أقل من 16 ألف إصابة بفيروس “كوفيد-19″، وبدأت في تخفيف إجراءات الإغلاق منذ منتصف نيسان.
وتحدث مارش الذي وصل الى سالزبورغ في صيف 2019 بعد أن كان مساعد المدرب في لايبزيغ الألماني، عن التجربة النمسوية خلال أزمة فيروس كورونا المستجد، قائلا “إذا كنت هنا ورأيت كيف اتبع الناس القواعد، كيف ارتدوا الكمامات، كيف احترموا التباعد بين بعضهم، فذلك سيمنحك الكثير من الثقة بشأن احتواء الفيروس بشكل جيد”.
وأمضى مارش فترة الإغلاق والحجز في سالزبورغ بصحبة زوجته وابنيه، فيما بقيت ابنتهما البالغة من العمر 18 عاما في لايبزيغ لإنهاء المدرسة الثانوية، لكنها عادت لتجتمع بأسرتها قبل إغلاق الحدود بين البلدين.
وبما أن المباراة الأخيرة لسالزبورغ تعود الى الثامن من آذار، أفاد مارش من الوقت المتاح له من أجل التركيز على “العائلة والأصدقاء وكرة القدم”.
ومع اقتراب موعد استئناف الموسم، من المقرر أن تكون المباراة الأولى لسالزبورغ في نهائي الكأس أمام أوستريا لوستيناو من الدرجة الثانية في أواخر أيار، قبل العودة الى الدوري المحلي حيث سيحاول فريق مارش اللحاق بلاسك لينز وتعويض فارق النقاط الثلاث بينهما من أجل الفوز باللقب للموسم السابع تواليا.
ويؤكد المدرب الأميركي أنه “في الوقت الحالي، هناك الكثير من التفاؤل والإثارة”.
ووجد سالزبورغ صعوبة في التعامل مع رحيل نجمه هالاند الى بوروسيا دورتموند الألماني في كانون الثاني الماضي، وخسارة جهود الياباني تاكومي مينامينو لصالح ليفربول الإنكليزي.
ولعب الاثنان دورا أساسيا في مشوار سالزبورغ في دوري أبطال أوروبا وتألقا في مواجهة ليفربول ونابولي الإيطالي من دون أن يكون ذلك كافيا لتأهل فريقهما الى ثمن النهائي.
وسجل هالاند (19 عاما) 28 هدفا في 22 مباراة خاضها هذا الموسم مع سالزبورغ قبل الانتقال الى دورتموند، حيث واصل تألقه بوصوله الى الشباك تسع مرات في مبارياته الثماني الأولى في الدوري الألماني.
وتحدث مارش عن النجم النروجي قائلا “إنه وحش، فهو موهوب بدنيا بشكل قل نظيره. هناك القليل من الأمور التي لا يمكنه القيام بها في ما يتعلق بمتطلبات اللعبة على أعلى مستوى”.
وتابع “يمكنك أن ترى في كل حصة تدريبية وكل مباراة صعبة، بأن لديه لحظات تجعلك مندهشا، وهذه اللحظات تتزايد لتصل في بعض الأحيان الى أداء لمدة 90 دقيقة”.
وإذا كانت خسارة هالاند ومينامينو بمثابة ضربة قاسية للفريق، فإن فلسفة تقديم لاعبين شبان الى الساحة تبقى قائمة في النادي الذي قدم الى العالم أيضا نجمي ليفربول الحاليين السنغالي ساديو مانيه والغيني نابي كيتا.
وحتى أن سالزبورغ منح مارش نفسه فرصة صنع اسم له كمدرب أميركي في القارة الأوروبية و”هذه تجربة لي من أجل معرفة ما إذا كانت طريقة تفكيري، في القيادة والعلاقات، يمكن أن تعمل في العالم الأكثر تنافسية في رياضتنا، هنا في أوروبا، على الرغم من أني مدرك بأن النمسا ليست من أعلى المستويات في أوروبا”.