حديث القدس
من المقرر ان ينعقد اجتماع لمنظمة التحرير يوم السبت القادم لمواجهة المرحلة الحالية التي هي في غاية الصعوبة فعلا، بعد ان اتفق الحزبان الكبيران في اسرائيل على تشكيل حكومة وحدة بقيادة نتانياهو اولا، ومن اهم نقاط الاتفاق بينهما العمل على ضم اكبر مساحة من اراضي الضفة الغربية وبالمقدمة منطقة الاغوار القليلة السكان والمستوطنات كلها.
وللاسف فان حركتي حماس والجهاد الاسلامي رفضتا المشاركة في هذا الاجتماع ولهما وجهات نظر خاصة في تبرير عدم المشاركة، وبهذا يظل الاجتماع، وكالعادة، في الدائرة الضيقة نسبيا، وبذلك يظل الانقسام سيد الموقف، مع اننا في اشد الحاجة والضرورة الوطنية للاتحاد والعمل يدا واحدة.
انهم في اسرائيل لا يخططون فقط ولكن ينفذون، كما فعلوا في الحرم الابراهيمي بالخليل، حيث صادروا اراضي تمهيدا لتنفيذ مشروع المصعد، وكذلك ايجاد طريق جديدة للمستوطنين، وكذلك صادقت اسرائيل على مخطط هيكلي لمنطقة المصرارة وباب الساهرة في القدس يشمل اقامة فندق ومنطقة تجارية وصناعية في وادي الجوز، وهذا المخطط يزيد محاولات تهويد القدس وتهجير اهلها.
هذه المخططات والممارسات تقتل اي احتمال او تفكير في ايجاد حل سياسي وبالطبع يقضي نهائيا على أمل اقامة الدولة الفلسطينية الموعودة.
وفي هذه المرحلة يجيء وزير خارجية الولايات المتحدة بومبيو لزيارة اسرائيل، وذلك في اطار المساعي لتنفيذ «صفقة القرن» ولو من جانب واحد بعد ان رفضناها كليا.
وكانت واشنطن بلسان رئيسها ترامب قد اكدت تأييدها الاعمى والمطلق لاسرائيل وضم اجزاء في الضفة، واثارة قضية أخرى هي ايران والادعاء انها باتت تشكل الخطر الاكبر في المنطقة في محاولة للتغطية على الخطر الحقيقي والاكبر في المنطقة وهو الاحتلال الاسرائيلي ومخططات التوسع والاستيطان والقفز فوق القضية الوطنية الفلسطينية.
لقد كان الاتحاد الاوروبي اكثر وضوحا وواقعية في مواقفه من احتمالات الضم الاسرائيلية واكد اكثر من مصدر واكثر من دولة ان خطوة كهذه ستؤدي الى مزيد من التوتر والعنف وإسالة الدماء، وفي اجتماع للاتحاد مقرر غدا الجمعة، سيكون الموقف الاوروبي الرسمي قويا ومؤثرا ونأمل ممارسة ضغوط مختلفة، على دولة الاحتلال في مقدمتها العلاقات الاقتصادية من جهة وزيادة الدعم للسلطة من جهة اخرى.
