تصادف، اليوم الأربعاء، الذكرى الثلاثون، لما عُرف بـ”يوم الأحد الأسود” مجزرة عيون قارة، التي راح ضحيتها سبعة عمال من قطاع غزة، إضافة إلى الشهداء الذين سقطوا في المظاهرات التي اندلعت احتجاجا على المجزرة.
بدأ يوم 20-5-1990 عادياً كما تبدأ كل الأيام، ففي الساعة السادسة والربع صباحا، وقف عشرون عاملاً فلسطينياً من قطاع غزة في موقف العمال في “ريشون لتسيون” القريبة من تل أبيب، عند مفترق يطلق عليه مفترق “الورود”، بانتظار أصحاب العمل الإسرائيليين، فيقترب أحد جنود الاحتلال، ويُدعى “عامي بوبر” ببندقيته من طراز “إم 16″، يطلب منهم البطاقات الشخصية، وأن يقفوا صفاً واحداً، ثم يطلق النار دون تمييز، وعلى الفور يستشهد سبعة منهم ويُصاب عشرة بجروح.
يستقل ذاك المتطرف مركبته ويغادر المكان، لتقوم الشرطة الإسرائيلية بملاحقة العمال الفلسطينيين الموجودين في المكان، وضربهم، وإخراجهم من المكان كي لا يكونوا شهوداً على ما جرى، لكنهم كانوا قد شهدوا كل شيء وانتهى الأمر.
بعدها، قام جيش الاحتلال بفرض حظر التجول على محافظات غزة، واندلعت مواجهات عنيفة في اليوم الأول للمجزرة، أسفرت عن سقوط 6 شهداء في غزة، ليرتفع هذا العدد إلى 19 شهيدا بعد سبعة أيام من المواجهات المستمرة.
والشهداء الذين سقطوا تحت رصاص ذاك المتطرف، هم: عبد الرحيم محمد سالم بريكة (23 عاماً) من خان يونس، وزياد موسى محمد سويد (22 عاماً) من رفح، وزايد زيدان عبد الحميد العمور (23 عاماً) من خان يونس، وسليمان عبد الرازق أبو عنزة (22 عاماً) من خان يونس، وعمر حمدان أحمد دهليز (27 عاماً) من رفح، وزكي محمد محمدان قديح (35 عاماً) من خان يونس، ويوسف منصور إبراهيم أبو دقة من خان يونس.
وفيما يخص المتطرف بوبر الذي ذهب بمركبته إلى منزل صديقته ليتباهى أمامها بما فعله من “بطولة”، فقد حُكم لسبعة مؤبدات، خُفضت لاحقاً إلى أربعين عاماً، وقد تزوج للمرة الثالثة وهو في السجن، بعد أن قُتل ابنه وزوجته في حادث طرق كان هو يقود فيه المركبة عام 2007، بعد أن مُنح إجازة لمدة يومين، ويعيش في سجنه في ظروف استثنائية من حيث الرفاهية، وبين الحين والآخر يطالب هذا المتطرف الرئيس الإسرائيلي بأن يُفرج عنه أسوة بالأسرى الفلسطينيين الذين يتم الإفراج عنهم في “صفقات التبادل”.