انتشار مقلق لوباء كورونا في أميركا اللاتينية وتنكيس الأعلام في الولايات المتحدة

22 مايو 2020آخر تحديث :
انتشار مقلق لوباء كورونا في أميركا اللاتينية وتنكيس الأعلام في الولايات المتحدة

ينتشر فيروس كورونا المستجد الذي أصيب به أكثر من خمسة ملايين شخص في العالم، بسرعة مقلقة في أميركا اللاتينية وخصوصا في البرازيل حيث تجاوز عدد الوفيات عتبة العشرين ألفا، وكذلك في البيرو وتشيلي والأرجنتين.

وفي الولايات المتحدة حيث توفي أكثر من 94 ألف شخص بسبب الفيروس حسب الأرقام الرسمية، تنكس الأعلام من الجمعة إلى الأحد تكريما لذكرى الأموات.

وأعلنت الصين حيث ظهر المرض في كانون الأول/ديسمبر والمتهمة من قبل واشنطن بأنها مسؤولة “عن مجزرة جماعية عالمية”، أنها حققت “نجاحا استراتيجيا كبيرا” في مكافحة الفيروس.

وبينما تتقدم أوروبا حيث حصد “كوفيد-19” أكثر من 170 ألف شخص، على طريق تطبيع الوضع ببطء، تواجه أميركا اللاتينية انتشارا متسارعا للوباء بما يحمله ذلك من عواقب وخيمة على الاقتصاد والوظائف.

وتجاوز عدد الوفيات في البرازيل الخميس العشرين ألفا بعد ارتفاع قياسي بلغ 1188 وفاة في الساعات ال24 الأخيرة، كما تفيد معطيات وزارة الصحة التي تؤكد تسارع انتشار الوباء.

والبرازيل التي سجل فيها 57 بالمئة من الوفيات في القارة، هي الدولة الأكثر تضررا بفارق كبير عن البلدان الأخرى.

تفيد أرقام وزارة الصحة البرازيلية أن عدد الوفيات تضاعف خلال 11 يوما فقط. وفي مقابر المدن الكبرى مثل ساو باولو، يعمل حفارو القبور بوتيرة سريعة.

وأثار إصرار الرئيس جايير بولسونارو على استئناف العمل وإعادة إطلاق عجلة الاقتصاد منذ بداية الأزمة الصحية، خلافات كبيرة مع حكام الولايات البرازيلية. لكن الرئيس وحكام الولايات الذين عقدوا اجتماعا بالفيديو خففوا من لهجتهم وقاموا بتقريب مواقفهم.

وفي مواجهة التقدم السريع للوباء في أميركا الجنوبية، عقد رؤساء البيرو وكولومبيا وتشيلي والأوروغواي اجتماعا بالفيديو ناقشوا خلاله الإجراءات التي يجب اتخاذها في مواجهة انتشار الوباء.

ورسم تقرير للجنة الاقتصادية لأميركا اللاتينية والكاريبي ومنظمة العمل الدولية صورة قاتمة جدا لعواقب الأزمة الصحية في القارة.

وقال التقرير الذي نشر الخميس في سانتياغو إن عدد العاطلين عن العمل سيرتفع 11,5 مليون شخص بسبب الوباء في أميركا اللاتينية. وسيبلغ الانكماش في اقتصاد المنطقة هذه السنة 5,3 بالمئة وهو الأسوأ منذ 1930.

وتواجه دول المنطقة الواحدة تلو الأخرى، ارتفاعا في العدد اليومي للوفيات.

في البيرو باتت معظم المستشفيات على وشك الانهيار حسبما أعلن الخميس مكتب “المدافع عن الشعب” المكلف السهر على احترام حقوق الإنسان.

وقالت هذه الهيئة إن “المؤسسات الصحية تعاني من نقص في الكثير من المجالات مثل معدات السلامة الحيوية للطواقم وفي أسرة الإنعاش وأجهزة التنفس والأكسجين ومعدات الفحوص والمواد الطبية”.

وسجلت في البيرو التي يبلغ عدد سكانها 32 مليون نسمة حوالى 110 آلاف إصابة وأكثر من 3100 وفاة.

روى الممرض في مستشفى “إيبوليتو اونانوي” في ليما ميغيل أرماس لوكالة فرانس برس أن الوضع “يشبه فيلم رعب، داخل المستشفى يشبه مقبرة للجثث، المرضى يموتون على الكراسي وعلى الكراسي المتحركة”.

وفي تشيلي التي تضم 18 مليون نسمة وسجلت فيها أكثر من 57 ألف إصابة، ارتفع عدد الوفيات بنسبة 29 بالمئة في الساعات ال24 الأخيرة ليبلغ 589. وشبه وزير الصحة خايمي مانياليش الأزمة الصحية ب”معركة هائلة”.

وتحدى بعض سكان العزل في ألأيام الأخيرة للتظاهر والمطالبة بمساعدات غذائية بعدما أدى الوباء إلى انفجار البطالة والجوع في الأحياء الأكثر فقرا.

وتشهد الأرجنتين أيضا ارتفاعا كبيرا في عدد الإصابات. وسجل تسعون بالمئة من هذه الإصابات في بوينوس آيرس وضاحيتها المكتظة حيث يبلغ مجموع السكان 14 مليون نسمة. وبلغ عدد الوفيات 416.

وفي الولايات المتحدة اقتربت حصيلة الوفيات من 95 ألفا بينما ما زالت الأرقام اليومية مرتفعة – 1255 وفاة خلال 24 ساعة حسب أرقام نشرتها الخميس جامعة جونز هوبكنز.

وأمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتنكيس الأعلام على المباني الفدرالية والنصب الوطنية لثلاثة أيام من الجمعة إلى الأحد، لتكريم ذكرى ضحايا الوباء.

وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين إنه سيكون من الضروري على الأرجح الإفراج عن أموال جديدة لدعم الاقتصاد خلال أسابيع، بعدما حركت إدارة الرئيس دونالد ترامب والكونغرس ثلاثة آلاف مليار دولار منذ آذار/مارس الماضي.

وفي إطار إنعاش الاقتصاد، تخلت الولايات الأميركية عن أكثر إجراءات العزل صرامة.

وفي أوروبا، يجري العمل على تخفيف هذه الإجراءات تدريجا كما حدث في فرنسا وإيطاليا واسبانيا.

يخرج الإيطاليون بحذر من إجراءات حجر صارمة ليتمتعوا بقليل من الحرية والعودة إلى حياة اجتماعية. وقد سمح الإثنين للمحلات التجارية والمقاهي والمطاعم بإعادة فتح أبوابها.

واعلنت صربيا الخميس إعادة فتح حدودها المغلقة منذ 15 آذار/مارس.

في روسيا، أفادت تقديرات نشرت الخميس أن إجمالي الناتج الداخلي سيسجل انكماشا نسبته 9,5 بالمئة في الربع الثاني من العام. وسجلت 317 ألف إصابة و3099 وفاة في روسيا، حسب الرقام الرسمية.

من جهة أخرى، ردت الصين حيث ظهر الفيروس الذي أودى بحياة نحو 330 ألف شخص في العالم، مجددا على انتقادات الولايات المتحدة التي تتهمها بالتأخر في التحرك في بداية الوباء.

وقال رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ الجمعة أن الصين حققت “نجاحا استراتيجيا كبيرا” في معركتها ضد المرض.

وفي خطابه في بداية الدورة السنوية للبرلمان الصيني، أشار لي في الوقت نفسه إلى أن “المهمة الهائلة” التي يتوجب إنجازها الآن هي مواجهة انعكاسات الوباء على الاقتصاد الصيني.