بقلم:الدكتور اسعد عبد الرحمن
خرج الخلاف داخل اليمين الاستعماري/ “الاستيطاني” الإسرائيلي إلى العلن بشأن مخطط ضم الضفة الغربية. وإذ بات الانقسام علنيا في أوساط قادة المستعمرين/ “المستوطنين”، كرر (بنيامين نتنياهو) إصراره على مباشرة الضم مطلع تموز/ يوليو المقبل. ومع إن بعض المستعمرين يرونها “فرصة تاريخية” يجب اغتنامها، يحاجج آخرون بإن بنودا في “صفقة ترامب” تشكل خطرا على المشروع الاستعماري/ “الاستيطاني” في الضفة، خاصة في ضوء الأنباء الإسرائيلية التي تتحدث عن 25 بؤرة استعمارية/ “استيطانية” معظمها في نابلس وجنوب الخليل غير مدرجة في الأراضي التي ستضمها “إسرائيل” وفقًا لخطة (ترامب) وأنها سوف تنتقل للسيطرة الفلسطينية!
“الرافضون” يرون في “الصفقة” بنودا “توحي” بإمكانية إقامة دولة فلسطينية مستقبلا حتى لو كانت مقطعة الأوصال، مع احتمال تجميد مؤقت للتوسع “الاستيطاني”، رغم تطمينات (نتنياهو) لهم، فضلا عن مصير مجهول لـ “15” بؤرة “استيطانية” حددتها “الصفقة” على أنها “جيوب إسرائيلية” في قلب الدولة الفلسطينية الممزقة الأوصال أصلا!!! لذلك، هاجم رئيس “مجلس المستوطنات – يشاع” (دافيد إلحياني)، المدعوم من عديد رؤساء “المجالس الاستيطانية”، هاجم الرئيس (ترامب) وكبير مستشاريه (جوريد كوشنير) ووصفهما بـ”استغلال صفقة القرن” فقط لخدمة مصالح (ترامب) في الانتخابات الرئاسية الأمريكية” القريبة، مضيفا: “أثبتا عبر الخطة، أنهما ليسا صديقين لإسرائيل ولا يفكران في مصالحها الأمنية والاستيطانية! لأنهما – عمليا – يروجان لنوع من الدولة الفلسطينية”.
أما المعارضة الجديدة، ممثلة بحزب اليمين المتطرف “يمينا”، فترى في “خطة ترامب” خريطة الدولة الفلسطينية، وفقا لعضو الكنيست “البرلمان الإسرائيلي” (بتسلئيل سموتريتش). أما رئيس حزب “البيت اليهودي” (رافي بيرتس) المنشق عن تحالف “يمينا” لينضم إلى حكومة (نتنياهو – غانتس)، فيقول: “في صفقة القرن أجزاء مقلقة جدا. سنسير مع فرض السيادة بكل قوة، لكن لن نسمح إطلاقا… بإقامة دولة فلسطينية”. في السياق، كتب (إلياكيم هعتسني) ابن أحد كبار عائلات “المستوطنين”: “لا يمكن بأي شكل من الأشكال فرض السيادة ضمن إطار خطة ترامب، لأننا بذلك نحرك تلقائيا آلية الاعتراف بالدولة الفلسطينية وتجميد الاستيطان. هذا الأمر يشبه مَن يقوم بإبعاد الكرسي الذى يقف عليه ويشنق نفسه بنفسه”. أما ابنه (نداف هعتسني) فكتب في صحيفة “معاريف”: “قبول خطة ترامب يعرّض للخطر جوهر وجود المستوطنات ودولة إسرائيل كلها”. وكانت مجموعات متطرفة (“شبيبة التلال” و”تدفيع ثمن” في الضفة وطلاب “اليشيفوت” – المعاهد الدينية اليهودية) أقامت غرفة عمليات للتحضير لتنفيذ مخطط الضم وإفشال “صفقة القرن”! وقتل إمكانية إقامة دول فلسطينية وعزل بؤر “استيطانية”، مؤكدين شعار “كلها لنا”، في إشارة إلى الضفة الغربية.