كأس إيطاليا: نابولي يعكر العودة على يوفنتوس وساري ويتوج أمام مدرجات خالية

18 يونيو 2020آخر تحديث :
كأس إيطاليا: نابولي يعكر العودة على يوفنتوس وساري ويتوج أمام مدرجات خالية

كان يوفنتوس يمني النفس بالعودة الى منافسات الدوري الإيطالي حيث يصارع من أجل لقبه التاسع تواليا، بمعنويات مرتفعة من خلال رفع الكأس للمرة الرابعة عشرة في تاريخه، لكن نابولي كان له كلمته الأربعاء على الملعب الأولمبي وتوج بطلا أمام مدرجات خالية بحسمه النهائي بركلات الترجيح 4-2.

ولجأ الفريقان مباشرة الى ركلات الترجيح بشكل استثنائي عوضا عن خوض شوطين إضافيين، وذلك من أجل تخفيف العبء البدني على اللاعبين الذين عادوا للتو الى الملاعب بعد توقف منذ آذار بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، على أن يستأنفوا الدوري المحلي اعتبارا من عطلة نهاية الأسبوع الحالي.

وهو اللقب الأول لنابولي في المسابقة منذ 2014 والسادس في تاريخه، فيما فشل يوفنتوس في رفع الكأس للمرة الخامسة في المواسم الستة الأخيرة وتعزيز رقمه القياسي (13 لقبا حتى الآن).

وحرم نابولي مدربه السابق ماوريتسيو ساري من افتتاح سجل الألقاب مع يوفنتوس الذي استلم الاشراف عليه مطلع الموسم الحالي، كما وجه ضربة معنوية لفريق “السيدة العجوز” الذي يستأنف صراعه مع لاتسيو على لقب الدوري اعتبارا من الإثنين بمواجهة بولونيا.

في المقابل، توج جينارو غاتوزو بلقبه الأول كمدرب، علما بأنه استلم منصبه في النادي الجنوبي خلفا لكارلو أنشيلوتي في كانون الأول.

وأثنى غاتوزو على لاعبيه، مضيفا “أنا أؤمن بإله كرة القدم، فأنت تحصد ما تزرع”.

وكان شهر مؤلم لغاتوزو الذي توفيت أخته بعد صراع مع المرض، وهو تطرق الى هذه المسألة بالقول “لقد منحتني الحياة وخاصة كرة القدم أكثر مما أعطيته لها. جعلتني رجلا. في الحياة، تفكر دائما بوالديك وعائلتك أولا، لذلك من الطبيعي أن يكون من الصعب قبول ما حدث”.

وتابع لقناة “راي” الرسمية “لدي شغف كبير تجاه كرة القدم. أعلم أنه لا يمكنني تركها ولو لثانية واحدة”، موجها رسالة الى لاعبيه بضرورة القتال من أجل التأهل الى دوري الأبطال الموسم المقبل (يحتل الفريق حاليا المركز السادس).

وقال في هذا الصدد “من واجبنا أن نلعب آخر 12 مباراة في الدوري الإيطالي باحترام. من واجبنا أن نحاول، لا يمكننا القول أننا حققنا هدفنا (باحراز الكأس) والاستسلام. الأمر صعب، هناك فجوة كبيرة (9 نقاط مع أتالانتا الرابع)، لكن علينا أن نبذل قصارى جهدنا”.

وعلى غرار المباراة الأولى بعد العودة التي تعادل فيها يوفنتوس على أرضه مع ميلان دون أهداف في إياب نصف النهائي الجمعة الماضي، لم يقدم النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو شيئا يذكر لتعويض ركلة الجزاء التي أضاعها في تلك المباراة.

واختبر رونالدو الأربعاء شعور خسارة مباراتين نهائيتين للمرة الأولى في مسيرته بحسب “أوبتا” للاحصاءات الرياضية، بعد أن سبق له خسارة مباراة الكأس السوبر ضد لاتسيو في كانون الأول.

وبعد أن أمضى ثلاثة مواسم مع نابولي، حيث صارع بشدة على لقب الدوري المحلي مع يوفنتوس قبل ان يرحل عن النادي الجنوبي لخلافه مع مالك النادي الجدلي أيضا أوريليو دي لورنتيس، فشل ساري في تجنب هزيمة محرجة أخرى أمام النادي الجنوبي بعد التي تعرض لها في عودته الأولى إلى ملعب “سان باولو” في كانون الثاني الماضي حين سقط فريقه الجديد 1-2.

كما فشل في احراز لقبه الثاني فقط في مسيرة تدريبية بدأت قبل ثلاثين عاما، بعد الذي أحرزه مع تشلسي الإنكليزي الموسم الماضي في “يوروبا ليغ”.

ونجح نابولي في تكرار نتيجة المواجهة الأخيرة بين الفريقين في نهائي الكأس عام 2012 حين فاز على “السيدة العجوز” بهدفين سجلهما الأوروغوياني إدينسون كافاني والسلوفاكي ماريك هامسيك.

وكانت مباراة الأربعاء الرابعة بين الفريقين على ملعب محايد، وقد كرس نابولي تفوقه بعيدا عن معقله وتورينو، بخروجه فائزا للمرة الثالثة بعد كأس إيطاليا موسم 2011-2012 والكأس السوبر موسم 2014-2015، فيما فاز يوفنتوس مرة واحدة بالكأس السوبر موسم 2012-2013.

وبدأت المباراة التي غاب فيها عن يوفنتوس هداف نابولي السابق الأرجنتيني غونزالو هيغواين بسبب الإصابة، بدقيقة صمت على ضحايا فيروس “كوفيد-19” الذين وصل عددهم الى قرابة 34 ألف و500 شخص من أصل أكثر 237 ألف إصابة حتى الأربعاء.

وبدا يوفنتوس الأفضل في البداية وكان قريبا من افتتاح التسجيل منذ الدقيقة الخامس بتسديدة من مشارف المنطقة لرونالدو تألق أليكس ميريت في صدها، ثم انحصر اللعب في وسط الملعب مع دخول نابولي في أجواء اللقاء تدريجيا من دون التمكن من تهديد مرمى الحارس المخضرم جانلويجي بوفون وذلك حتى الدقيقة 24 حين ناب القائم الأيمن عن ابن الـ42 عاما لصد ركلة حرة متقنة من لورنتسو إنسينيي.

ونشط نابولي في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول لكن بوفون تألق وحرم الألماني دييغو ديمه في الوصول الى الشباك من زاوية ضيقة (41)، ثم طار لصد كرة صاروخية من إنسينيي (42).

وبقيت النتيجة على حالها حتى نهاية الشوط الأول، ثم بدأ الفريقان الشوط الثاني من دون أي تهديد فعلي للمرميين حتى بعد أن أجرى ساري ونظيره جينارو غاتوزو تعديلات على تشكيلتيهما بدخول البرازيلي دانيلو بدلا من مواطنه دوغلاس كوستا من جهة يوفنتوس والبولندي أركاديوس ميليك وماتيو بوليتانو بدلا من البلجيكي درايز مرتنز والإسباني خوسيه كاليخون في الجهة المقابلة.

وانتظر يوفنتوس حتى الدقيقة 70 ليهدد مرمى ميريت من ركلة حرة نفذها الأرجنتيني باولو ديبالا، لكن حارس الفريق الجنوبي تدخل ببراعة لإنقاذ الموقف، قبل أن يتبعها البديل ميليك بفرصة لنابولي لكنه أطاح بالكرة فوق العارضة بعد أن كان في مكان مناسب للتسجيل (72).

وعندما كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة، اعتقد نابولي أنه خطف الفوز والكأس لكن بوفون تعملق في الوقت بدل الضائع وتألق في صد رأسية الصربي نيكولا ماكسيموفيتش، ارتدت إلى المقدوني إليف إيلماس الذي سددها في القائم الأيسر (2+90).

ولجأ بعدها الفريقان مباشرة الى ركلات الترجيح حيث بدأها يوفنتوس بشكل سيء بعد أن فشل ديبالا ودانيلو في ترجمة الأوليين حيث اصطدم الأول بتألق ميريت فيما سدد الثاني فوق العارضة، وكان ذلك كافيا لنابولي لحسم المواجهة بركلة ترجيحية رابعة وأخيرة نفذها ميليك.