لتتوحد المعركة لمناهضة الضم ونصرة القدس

حديث القدس

الهجمة الاحتلالية على مدينة القدس عامة وعلى المسجد الاقصى خاصة في تصاعد مستمر، فلا يمر يوم دون اعتقالات للمرابطين والمرابطات في المسجد، وابناء المدينة المقدسة، في محاولة يائسة من الاحتلال لاخضاعهم والنيل من صمودهم لتمرير مخططاته في التهويد والاسرلة وتغيير المعالم وتزوير التاريخ الفلسطيني – العربي والاسلامي للمدينة، رغم ان جميع الحفريات والاثار تؤكد على عروبة واسلامية المدينة، وانه لا تاريخ ولا حضارة لليهود في القدس.

وحتى التوراة اليهودية تؤكد على ان القدس بناها الفلسطينيون الاوائل اي الكنعانيون الذين هم اجدادنا ونحن امتداد لهم في هذه الديار المقدسة والتي هي اولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

كما ان الابعادات عن المسجد الاقصى وعن المدينة لابناء القدس هي الاخرى في تصاعد مستمر لدرجة ان الاحتلال منع ويمنع حتى ائمة المسجد الاقصى وحراسه وسدنته من دخوله، بقرارات جائرة لا تمت لا للدين والديانات عامة بصلة.

فرئيس الهيئة الاسلامية العليا، وغيره من مسؤولي الاوقاف الاسلامية منعوا ولايزال العديد منهم ممنوعين من دخول الاقصى تحت ذرائع ما انزل الله بها من سلطان وتتعارض ليس فقط مع الاعراف والتقاليد والقرارات الدولية، بل مع الشرائع السماوية والتي تحرم على الاحتلال منع المسلمين والمصلين من الوصول لاماكن العبادة خاصة المسجد الاقصى المبارك الذي يعتبر بالنسبة للمقدسيين واحد من اهم الاماكن المقدسة وكذلك للمسلمين في انحاء المعمورة.

وهذه الهجمة المتصاعدة ضد المدينة والمقدسات تضاعفت في اعقاب اعتراف الادارة الاميركية الحالية بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال ونقلت سفارتها اليها، بما يتعارض ويتناقض مع القرارات والقوانين الدولية، وتحديا للامم المتحدة ولجميع الدول والشعوب التي تناصر الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ونطالب بانهاء الاحتلال الاسرائيلي للارض الفلسطينية والذي يعتبر آخر احتلال واشرس احتلال في العالم.

وحديثنا اليوم عن الهجمة على القدس والمقدسات وفي مقدمتها وعلى رأسها المسجد الاقصى، لان الاحتلال يحاول بكل الطرق والسبل تقسيم المسجد مكانيا، بعد ان قسمه زمانيا، في محاولة لسحب ما اقدم عليه في الحرم الابراهيمي الشريف على المسجد الاقصى.

كما ان حديثنا على هذه الهجمة للتأكيد بأن القدس، مثلها مثل الاغوار التي تحاول دولة الاحتلال ضمها الى جانب شمال البحر الميت والمستوطنات، ان لم تكن القدس التي هي عاصمة الدولة الفلسطينية القادمة لا محالة. لها من الاهمية والمكانة الرفيعة ما يجعلنا نحذر من نسيانها في خضم المعركة الحالية ضد الضم والتوسع الاستيطاني.

فلتكن المعركة التي نخوض غمارها ليس فقط ضد الضم والتوسع بل ايضا ضد تهويد واسرلة وتزوير تاريخ القدس، وضد الاحتلال القمعي والعنصري.

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

العرب وإسرائيل وبناء السلام الإيجابي

بقلم:د. ناجي صادق شراب الفرضية الرئيسية التي يقوم عليها البناء الإيجابي للسلام، هي العمل على …