الولايات المتحدة: ميسيسيبي تتخلى عن شعار الكونفدرالية في علم الولاية الجنوبية الشهيرة

29 يونيو 2020آخر تحديث :
الولايات المتحدة: ميسيسيبي تتخلى عن شعار الكونفدرالية في علم الولاية الجنوبية الشهيرة

أقر برلمان ميسيسيبي مشروع قانون لإزالة شعار الكونفدرالية عن علم الولاية الأمريكية الجنوبية، آخر ولاية كانت لا تزال ملتزمة بهذا الرمز الذي يذكر بحقبة العبودية. وأقر برلمان ولاية مسيسيبي الأحد اعتماد علم جديد للولاية لا يتضمن شعار الكونفدرالية.

ويأتي القرار، فيما عمت الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة موجة مظاهرات مناهضة للعنصرية أحيت الجدل مجددا حول رموز الماضي العنصري للبلاد مطالبة بإزالتها.

وفي مجلس نواب الولاية صوت 91 نائبا لمصلحة مشروع القانون بينما صوت ضده 23 نائبا. وبعد بضع ساعات صوت في مجلس الشيوخ 37 سناتورا لمصلحة النص مقابل 14 عضوا صوتوا ضده.

وما أن أقر المشروع في مجلس الشيوخ حتى علا هتاف السناتورات الذين احتفلوا بهذا الحدث بالهتاف والعناق والمصافحة بقبضة اليد.

وميسيسيبي هي الولاية الأمريكية الوحيدة التي ما زالت رايتها تحتفظ بعلم جيش “الولايات المتحدة الكونفدرالية” المؤلف من مستطيل أبيض في أعلى زاويته اليسرى مربع أحمر يتوسطه صليب أزرق قُطري بداخله نجوم صغيرة بيضاء.

وهذا العلم الذي كان يمثل الولايات الجنوبية التي رفضت إلغاء العبودية خلال حرب الانفصال (1861-1865)، يمثل بالنسبة إلى كثيرين رمزا للماضي العنصري للبلاد.

ومشروع القانون الذي أقر الأحد يكلف لجنة من تسعة أعضاء تصميم علم جديد للولاية، ويشترط أن يخلو العلم الجديد من الشعار الكونفدرالي وأن يضم بالمقابل عبارة “بالرب نثق”.

وسيعرض العلم الجديد على ناخبي الولاية لإقراره في استفتاء عام سيجري في تشرين الثاني/نوفمبر، فإذا وافقوا عليه يتم اعتماده وإلا ستصبح الولاية من دون علم إلى أن تتم الموافقة على علم جديد.

“خطوة كبرى”

أكد السناتور الديمقراطي عن ميسيسيبي جون هورن أن تغيير العلم لا يبدد لوحده آثار الماضي العنصري لجنوب الولايات المتحدة. وأضاف “لكنه خطوة كبرى على طريق الاعتراف بالإنسانية والقيم التي منحها الله لكل شخص”.

وكان حاكم الولاية تيت ريفز الذي سبق له وأن عارض تغيير علم الولاية، أعلن السبت أنه لن يستخدم حق النقض الذي يتمتع به لرد هذا القانون، بل سيوقع عليه إذا ما أقره الكونغرس.

وخلال المناقشات الساخنة التي جرت السبت حول هذه المسألة، لفت عضو كونغرس الولاية إدوارد بلاكمان وهو ديمقراطي أسود إلى مدى صعوبة مروره أمام العلم الكونفدرالي كل يوم تقريبا. وقال “آمل عندما ننظر إلى (العلم المقبل) أن يجعلنا نشعر بالفخر جميعا وليس بعضنا فقط”.

وعادت مسألة التمييز العنصري لتحتل النقاشات في الولايات المتحدة منذ وفاة الأمريكي الأسود جورج فلويد في 25 أيار/مايو اختناقا أثناء قيام شرطي أبيض باعتقاله في مينيابوليس.

وأثارت وفاته موجة احتجاجات في الولايات المتحدة ضد الاستخدام المفرط للقوة من جانب الشرطة وضد التمييز العنصري. وغالبا ما انتهت هذه المظاهرات بأعمال شغب ونهب.

وخلال الاحتجاجات الضخمة المناهضة للعنصرية التي هزت الولايات المتحدة في أيار/مايو الفائت، كان أحد مطالب المحتجين التخلص من هذا العلم وإزالة تماثيل الجنرالات الكونفدراليين والشخصيات التي كانت مناهضة لإلغاء العبودية واجتثاث سائر المظاهر التكريمية لهؤلاء.

وكانت بطولة ناسكار للسيارات قد منعت رفع أعلام الكونفدرالية على مدرجاتها حيث غالبا ما يرفع المشجعون هذه الأعلام ولا سيما في الجنوب حيث تشتهر هذه السباقات.

وميسيسيبي التي لديها ماض طويل في الفصل العنصري، هي الولاية الوحيدة التي ما زالت تحتفظ بالشعار الكونفدرالي على علمها بعد أن تخلت عنه جورجيا في 2003.

وقبل عامين، رفض المشرعون في ميسيسيبي التخلص من علم اعتبروه جزءا لا يتجزأ من تراث الجنوب وثقافته.

لكن الضغط المتزايد لدوائر الأعمال والرياضة والثقافة والمجتمع المدني في الولاية أثمر تحولا في موقف هؤلاء المشرعين الذين وافقوا على إعادة رسم علم الولاية.