فلننتقل من ردات الفعل الى الفعل على الأرض

حديث القدس

تمارس سلطات الاحتلال يومياً انتهاكات وجرائم بحق شعبنا وارضه ومقدساته، دون اي اعتبار لا للأمم المتحدة ولا للرأي العام العالمي الذي في أغلبيته ان لم نقل كله يدين هذه الجرائم باستثناء الولايات المتحدة الاميركية خاصة ادارة الرئيس ترامب التي ترى بنفسها بأنها صهيونية أكثر من الصهيونية نفسها، وتقدم كل أشكال الدعم والمساندة لدولة الاحتلال وتمنع أي قرار دولي في مجلس الأمن يدين هذه الجرائم التي ترتقي لمستوى جرائم حرب يعاقب عليها القانون الدولي الانساني ومحكمة جرائم الحرب الدولية.

فأمس فقط أعلن مجلس المستوطنات في الضفة الغربية عن بدء العمل ببناء ١٦٤ وحدة استيطانية استعمارية في مستوطنة تسمى «نفيه دانيال» أقيمت على الاراضي الفلسطينية جنوب بيت لحم، وهذا الأمر يتطلب مصادرة المزيد من الاراضي لصالح هذا البناء الاستعماري، وبعبارة أوضح فإن دولة الاحتلال تعمل على قضم الاراضي الفلسطينية خطوة وراء اخرى، وتستغل الاوضاع الفلسطينية والعربية والعالمية لتمرير مخططاتها في الضم والتوسع، وان اضطرت في بعض الاحيان لتأجيل ذلك بسبب ظروف معينة، الا انها سرعان ما تتحين أية فرصة لتنفيذ سياساتها القمعية والعنصرية وجرائمها التي لا تعد ولا تحصى والتي تمارس يومياً على نطاق واسع وبكافة السبل.

ولا تقتصر جرائم الاحتلال على بناء المستوطنات/المستعمرات، بل تتعدى ذلك الى القتل، والأسر، ومحاولات النيل من المسجد الأقصى، بعد ان استطاعت النيل جزئياً من الحرم الابراهيمي الشريف، وتهويد وأسرلة القدس، وتزوير تاريخها الفلسطيني – العربي والاسلامي، الى جانب جرائم واعتداءات قطعان المستوطنين الذين يمارسون أبشع الجرائم بحق أهلنا في القرى والبلدات من اعتداءات على المنازل وحرقها، كما حصل في قرية دوما، وحرق الشهيد محمد ابو خضير وهو حي يرزق، وكذلك اعتداءاتهم على الاشجار، خاصة اشجار الزيتون ومصادرة وحرق المحاصيل الزراعية والاراضي وغيرها من الجرائم التي ترتكب بحراسة وتشجيع من قبل قوات الاحتلال المنتشرة على الحواجز ومن خلال الدوريات في محيط هذه البلدات والقرى وكذلك الحواجز الطيارة.

وكل هذه الجرائم والانتهاكات والجانب الفلسطيني وكذلك العربي والدولي يتعامل معها بإصدار بيانات الشجب والاستنكار التي أصبح الاحتلال يتعايش معها، بل لا يعيرها الاهتمام رغم أهميتها التاريخية.

والذي يهمنا هنا ان الجانب الفلسطيني يتعامل مع هذه الجرائم الاحتلالية على صورة ردات الفعل فقط، دون اتخاذ اية خطوات عملية على ارض الواقع.

فالاحتلال يعمل بالسر والعلانية على تمرير سياساته وجرائمه فيكتفي الجانب الفلسطيني بردات الفعل وهو ما أصبح يتعايش معه الاحتلال ويواصل جرائمه على مرأى ومسمع العالم قاطبة. ان المطلوب فلسطينياً هو الانتقال من ردات الفعل الى الفعل على الارض، لأن الاحتلال من خلال الفعل يحسب ألف حساب لجرائمه، ولأن الانتقال للفعل يفشل جميع المؤامرات التي تستهدف شعبنا وقضيته.

فلينتقل الجميع الفلسطيني الى الفعل ويغادر مربع ردات الفعل.

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

العرب وإسرائيل وبناء السلام الإيجابي

بقلم:د. ناجي صادق شراب الفرضية الرئيسية التي يقوم عليها البناء الإيجابي للسلام، هي العمل على …