منظمة الصحة قلقة وأميركا اللاتينية ثاني أكثر منطقة تضررا بكورونا

14 يوليو 2020آخر تحديث :
منظمة الصحة قلقة وأميركا اللاتينية ثاني أكثر منطقة تضررا بكورونا

أعربت منظمة الصحة العالمية الاثنين عن قلقها من سلوك عدد كبير من الدول “الاتجاه الخاطئ” في مواجهتها كوفيد-19، محذرةَ من أن استعادة الوضع الطبيعي لن تحصل في المستقبل المنظور، وذلك فيما تواصل مدن عدة فرض عزل جديد وبينما باتت أميركا اللاتينية تسجل ثاني أعلى حصيلة وفيات جراء الوباء.

وصرح المدير العام للمنظمة تيدروس أدانوم غبريسوس للصحافيين أن “عدداً كبيراً من الدول تسلك الاتجاه الخاطئ”، مضيفاً أنه “إذا لم يتم التزام المبادىء الاساسية، فإن هذا الوباء لن يسلك سوى اتجاه واحد. ستزداد الامور سوءا”.

وتابع “أريد ان اكون صريحا معكم: لن تكون ثمة عودة الى الوضع الطبيعي في المستقبل المنظور”، وذلك غداة تسجيل 230 ألف إصابة جديدة بفيروس كورونا.

وفي مدينة طنجة المغربية التي يبلغ عدد سكانها نحو مليون نسمة، بدأ فرض إغلاق جديد اعتباراً من ظهر الاثنين عقب ظهور بؤر وبائية فيها.

ويعلق بموجب الإغلاق النقل العام وتغلق المقاهي والمراكز التجارية والأسواق والأماكن العامة، ويجري تشديد الرقابة، لمنع السكان من مغادرة بيوتهم إلا في حال “الضرورة القصوى” كما أكدت وزارة الداخلية.

وفرض عزل مماثل أيضاً على نحو 250 ألف شخص في العاصمة الفليبينية مانيلا بعد ارتفاع في عدد الإصابات.

وفي إسبانيا، دخلت الحكومة المحلية في كاتالونيا في اختبار قوة مع القضاء لفرض الحجر المنزلي مجددا على سكان منطقة ليريدا البالغ عدد سكانها 200 ألف نسمة والتي عزلت منذ أسبوع عن باقي المناطق.

وفيما أعلنت محكمة المدينة أنها “قررت عدم المصادقة على هذه التدابير” التي اتخذتها الحكومة “لأنها تعارض القانون”، أكد رئيس منطقة كاتالونيا الانفصالية كين تورا الإثنين أنه سيصدر مرسوم قانون لفرض الحجر المنزلي.

لكن في شوارع ليريدا، لا تزال معظم المتاجر مفتوحة ولا تزال المقاهي والمطاعم تستقبل الزبائن على أرصفتها، فيما السكان يواصلون الخروج واضعين كمامات، على ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.

وقال التاجر يوجين باديلا البالغ من العمر 41 عاماً “يقول أحدهم أمراً والآخر يعلن عكسه، لم يعد الناس يعرفون ماذا يفعلون”.

ورأت زميلته سابرينا بيغارو البالغة 32 عاماً “علينا أن نخضع للحجر من جديد لبعض الوقت حتى ينتهي كل هذا”.

وباتت أميركا اللاتينية ثاني منطقة أكثر تضررا في العالم من حيث عدد الوفيات بعد أوروبا، مع تسجيلها رسميا أكثر من 144,760 وفاة.

والدولة الأكثر تاثرا فيها هي البرازيل التي تعد وحدها أكثر من 72100 وفاة، متخطية حصيلتي كل من الولايات المتحدة وكندا.

في كولومبيا، شدد الإغلاق اعتباراً من الاثنين في بوغوتا بعدما قررت الحكومة تخفيفه لمواجهة التدهور الاقتصادي. ووضعت بعض المناطق حتى 23 آب/أغسطس في “عزل صارم”، يبقى بموجبه 2,5 مليون شخص في بيوتهم تباعاً.

وفي جنوب إفريقيا، قرّر الرئيس سيريل رامافوزا الأحد إعادة فرض حظر تجوّل بسبب زيادة الإصابات اليومية بالفيروس، كما سيتم حظر الزيارات العائلية.

ويسود قلق كبير أستراليا حيث طلبت السلطات الإثنين من سكان سيدني الحد من التجمّعات الاحتفالية بعد ظهور بؤرة جديدة من الإصابات بفيروس كورونا المستجد في إحدى حانات المدينة، وذلك بعد معاودة فرض الحجر المنزلي الخميس على سكان ملبورن، ثاني أكبر مدن البلد، لستة أسابيع.

وفي الولايات المتحدة التي تسجل أعلى حصيلة من الإصابات والوفيات في العالم، يواصل الوباء تفشيه ولا سيما في ولايات الجنوب، وقال مسؤول في وزارة الصحة في واشنطن الأحد أنه من غير المستبعد إعادة فرض حجر منزلي في هذه المناطق.

في ميامي، ارتفع عدد مرضى العناية المركزة سبعة أضعاف عما كان عليه في آذار/مارس ونيسان/ابريل، وفق رئيس بلديتها فرانسيس سواريز. وقال سواريز لشبكة سي إن إن “الأمر خارج عن السيطرة”. وأشار إلى أنه “يجدر بنا النظر” بإعادة فرض العزل في حال لم تعد المستشفيات قادرة على استيعاب المرضى.

وسجلت الولايات المتحدة الأحد 59,747 إصابة جديدة في 24 ساعة، وفقا للتقرير اليومي لجامعة جونز هوبكنز. وبلغ اجمالي الوفيات 135,171 وفاة من أصل 3,301,820 إصابة مؤكدة.

وعلى صعيد الآثار الاقتصادية للوباء، أبدى صندوق النقد الدولي تشاؤماً إزاء الوضع في منطقة الشرق الأوسط. وخفض توقعاته للنمو إلى أدنى مستوياتها منذ نصف قرن بسبب “الصدمة المزدوجة” الناجمة عن انخفاض أسعار النفط والوباء.

في السياق نفسه، حذرت الأمم المتحدة من أن الركود الاقتصادي العالمي قد يؤدي إلى اصابة ما بين 83 مليونا و132 مليون شخص إضافي بالمجاعة في العالم.

وأودى الوباء ب569,135 شخصا حول العالم منذ أن أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض في أواخر كانون الأول/ديسمبر.