حديث القدس
ممارسات الاحتلال لا تتوقف ابدا، والامثلة كثيرة: اعمال هدم المنازل والمنشآت وحرق الحقول وقطع الاشجار ومصادرة مئات الدونمات من الارض لبناء مئات الوحدات الاستيطانية والاعتقالات والتوسع باقتحامات المسجد الاقصى المبارك وما يرافق ذلك من اجراءات ظالمة كاغلاقات المعابر والحفريات الضخمة في اسفل الحرم القدسي، وغير ذلك الكثير.
والاحتلال يقوم بهذه الجرائم والعالم اما يتفرج صامتا او يكرر البيانات اللفظية للإدانة والاستنكار دون ان يكون ذلك رادعا للاحتلال او مانعا لتغوله بالممارسات، وللإسف ايضا، فإن العالم العربي يبدو غارقا في قضاياه ومشاكله الداخلية ولم تعد للقضية الوطنية اية اهمية لديهم.
وبهذا نكون نحن المسؤولين وحدنا تقريبا عن مواجهة ما يقوم به الاحتلال، ومن ابرز وأول مسؤولياتنا ان نستعيد الوحدة الوطنية، كما يقول د.صائب عريقات امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، فان ما ينقصنا حاليا هو انهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية والشراكة السياسية.
ولقد لاحظ الجميع تقريبا وجود بوادر او تحركات ولو محدودة في هذا السياق، كالمبادرة التي نفذها جبريل الرجوب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وصالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وقد يكون اجتماع وفدي فتح وحماس في غزة في اطار البحث عن آليات تنظيم المهرجان الوطني الذي يقام اساسا ضد مخططات الضم وصفقة القرن التي يتحدث عنها الرئيس الاميركي ترامب، خطوة اكبر نحو استكمال تحقيق الوحدة الوطنية.
ان هدف استعادة الوحدة في منتهى الاهمية رغم كل الصعوبات التي تعترض الطريق، لكن د. عريقات وضع النقاط على الحروف حين قال لاستعادة الوحدة قد يلزمنا اجتماعات لقادة القوى والفصائل الفلسطينية او ممثلين لهم في البداية، ومن ثم اجتماع المجلس الوطني الذي يعتبر رسميا الهيئة العليا الوطنية.
لقد تحدث الجميع كثيرا عن ضرورة استعادة الوحدة ، ولكن الانقسام ظل هو سيد الموقف مع وجود مناكفات سياسية احيانا بدون اي مبرر والرئيس ابو مازن بصفته الرسمية كقائد لكل القوى الفلسطينية مطالب بأن يبادر الى الدعوة لاجتماعات فصائلية في سبيل استعادة الوحدة، وقد يكون لمصر دور في هذا المجال وقد زار وزير خارجيتها رام الله والتقى ابومازن، وكان لمصر دور رئيسي في القضية والاجتماعات الوطنية الفلسطينية، الشعب يطالب وينادي وعلى المسؤولين الاستماع والتجاوب السريع لمواجهة المرحلة المصيرية التي نمر بها.