حديث القدس
أكد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، قدري ابو بكر، أمس، ان الاحتلال الاسرائيلي يشن هجمة غير مسبوقة على الأسرى لا تقتصر فقط على الظروف اللاإنسانية التي يفرضها داخل السجون ومراكز التوقيف والتحقيق، بل ان هذه تشمل المحافل الدولية لتشويه صورة الأسرى ونضالهم العادل، كما تشمل المؤسسات التي تعنى بشؤونهم وشؤون عائلاتهم وفي مقدمتها هيئة شؤون الأسرى والمحررين.
ومن الواضح ان دولة الاحتلال الاسرائيلي تشن منذ فترة طويلة حملة شاملة ضد الأسرى بما في ذلك محاولاتها مع حليفتها الولايات المتحدة الامريكية الضغط على السلطة الوطنية لوقف المساعدات التي تقدمها السلطة لعائلاتهم ولعائلات الشهداء، كما تشمل محاولات نزع الشرعية عن النضال الوطني الفلسطيني وإلصاق صفة الارهاب بالأسرى وكل من يناضل ضد الاحتلال الاسرائيلي غير الشرعي.
هذا عدا عن تعريض الأسرى للتعذيب الجسدي والمعنوي وتجاهل أوضاعهم الصحية وعدم تقديم العلاجات الملائمة للمرضى وفرض شروط حياتية عليهم اقل ما يقال فيها انها غير انسانية.
هذا الواقع المؤلم الذي يعيشه الاف الأسرى من ابناء شعبنا في سجون الاحتلال يعيد مجددا طرح السؤال: ما العمل؟ خاصة وان الاحتلال يصعد من هجمته في ظل جائحة كورونا وانشغال العالم بها وفي الوقت الذي يهدد الوباء الأسرى في
ظروف الاكتظاظ بالسجون وعدم توفير متطلبات الوقاية.
ان ما يجب ان يقال هنا، ان الاحتلال الاسرائيلي يمارس ابشع الانتهاكات بحق الأسرى منذ سنوات طويلة وهو ما كانت نتيجته استشهاد عدد كبير من الاسرى واصابة آخرين بأمراض مزمنة، ولذلك نقول ان قضية الاسرى يجب ان تبقى على رأس سلم الاولويات الوطنية الرسمية والجماهريية ومن غير المقبول ان يبقى التعامل مع قضية الأسرى على هذا النحو رغم وجود بعض الفعاليات في بعض المحافظات، الا ان هذه الفعاليات غير كافية في نقل مدى جسامة الانتهاكات
الاسرائيلية ومدى معاناة الأسرى وعائلاتهم.
كما ان ما يجب ان يقال ان وزارة الخارجية وبعثاتنا الدبلوماسية في كل انحاء العالم تتحمل مسؤولية خاصة بهذا الشأن ومن واجبها ان تشن حملة متواصلة في كل دول العالم تسلط الضوء على ما ترتكبه اسرائيل من جرائم بحق الأسرى
وعائلاتهم ومؤسساتهم، وتطالب المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال ، كما ان من الواجب التوجه لكل المحافل الدولية بهذا الشأن.
كما ان ما يجب ان يقال ايضا ان فصائل العمل الوطني مقصرة في القيام بواجبها ازاء الأسرى، ولا يعقل ان تقف تنظيمات عريقة مكتوفة الايدي إزاء ما يتعرض له الأسرى او ان تكتفي ببيانات الشجب والاستنكار التي لن تردع الاحتلال عن مواصلة انتهاكاته.
حان الوقت كي تقوم هذه الفصائل بواجبها ومسؤولياتها تجاه الأسرى الذين ناضلوا من أجلنا جميعا، وحان الوقت لفعاليات شعبية واسعة النطاق، فالأسرى أولا يمثلون ضميرنا الوطني وهم مناضلي حرية ولا يعقل ان يقف الجميع متفرجين إزاء ما يجري بحقهم.
المطلوب اليوم تحرك رسمي وشعبي فاعل بعيدا عن لغة الشعارات والبيانات التي لا تأبه لها اسرائيل، بل يجب ان يشمل التحرك كافة العواصم العربية والاسلامية والعالمية ومطالبتها بالتحرك لانقاذ الاسرى.