بركان تحت ركام بيروت

11 أغسطس 2020آخر تحديث :
بركان تحت ركام بيروت
بركان تحت ركام بيروت

بقلم: ليلى بن هدنة

انفجر اللبنانيون بعد التراكم المزمن لإحباط الفئات الشعبية عقب تفجيرات بيروت، ففشل السياسات وضع أقطاب السلطة على فوهة بركان الاحتجاجات، حيث إن وجع الناس يفيض، وآمال اللبنانيين تتآكل، ومن حقهم أن يصرخوا ويطالبوا بوقف المسار الانحداري، وأن تتحمّل الدولة مسؤولية سياساتها الفاشلة، التي أوصلت لبنان إلى الانهيار، ووضعت بيروت تحت الركام، فهم يطالبون الحكومة بالتوقف عن الاستغراق في هدر الوقت وإجراء الإصلاحات اللازمة بعيداً عن المحاصصة والطائفية.

مستوى العنف الذي طبع المواجهات التي جرت أول من أمس في ساحات وسط بيروت أبلغ تعبير عن رفض الاستثمار في وجع اللبنانيين، ورفض الوصفات الجاهزة التي تضرب على وتر الناس وتحرق أعصابهم من دون تقديم أي خطوة ملموسة لهم، لقد بلغ الغضب الشعبي مديات في مختلف المناطق لم يصل إليها من قبل، في ظل الإحباط من حكومة حسان دياب التي لا تزال تدور في دوائرها المفرغة دون إيجاد أي حلول.

لا شك أنه كانت هناك محاولات إصلاح من الحكومة، لكنها اصطدمت بكتل المفسدين والمتاجرين بالدين الذين يحاولون إبقاء الوضع على ما هو عليه لجر لبنان إلى الأسوأ، لذلك كل المؤشرات تؤكد أن الغضب الشعبي ينحى في اتجاه تصاعدي لا سقف له، وإلى حد ما يجبر حكومة حسان دياب على إصلاحات تنهي انقضاض حزب الله على قرارات لبنان.

ون المهم أن تسعى السلطات إلى تعويض الوقت الضائع وأن ترفع يد القوى الفاسدة عنها. المطلوب وزراء يقررون في ملفاتهم لا وزراء يديرهم حزب الله، فالحكومة أمام امتحان اكتساب الثقة الداخلية والخارجية، ومساعدة العالم للبنان مرهونة بخطة واضحة بعيدة عن الإملاءات الإيرانية، بما يساهم في استعادة الثقة المفقودة مع الشعب ومع الأشقاء الذين من دونهم يستحيل للحلول أن تأخذ طريقها إلى التنفيذ.

عن “البيان” الإماراتية