الحرم الإبراهيمي.. والتوظيف الصهيوني لكارثة بيروت

11 أغسطس 2020آخر تحديث :
الحرم الإبراهيمي.. والتوظيف الصهيوني لكارثة بيروت
الحرم الإبراهيمي.. والتوظيف الصهيوني لكارثة بيروت

بقلم: الدكتور فايز بصبوص الدوايمة

كعادته يوظف الاحتلال الصهيوني كل كارثة طبيعية او إنسانية او عسكرية ووبائية من اجل تنفيذ مخططاته مستغلاً انشغال الإعلام العالمي بتغطيته الإنسانية لتلك الحوادث المأساوية من أجل تنفيذ مخططاته دون ضجيج يفضح طبيعته العنصرية وممارساته الاجرامية سواء اتجاه المقدسات وخاصة الحرم الإبراهيمي الشريف من اجل استكمال سرقة ما تبقى من هذا الحرم الإسلامي الفلسطيني المقدس، بعد أن تم وضع اليد على نصفه عقب المجزرة الإرهابية التي ارتكبها المستوطنون على يد الإرهابي باروخ جولدشتاين عام 1994 او غيره من الكوارث.



فقد باشر الكيان الصهيوني في تنفيذ القرار القاضي بنقل إدارة الحرم الإبراهيمي، من بلدية الخليل، إلى إحدى المؤسسات الاستيطانية رغم أن السيادة على الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة في الخليل فلسطينية خالصة، باعتراف دولي، بعد إدراجهما ضمن قائمة التراث العالمي وفق قرار «اليونسكو» في يوليو من العام 2017.

لقد حذرت دائماً في معظم مقالاتي السابقة وخاصة (مقالتي المنشورة في جريدة $ الاحد 15/9/2019 تحت عنوان «الدولة اليهودية ومعركة المقامات» من المحاولات الصهيونية وذلك المستمرة والممنهجة والمستدامة من أجل طمس الهوية الإسلامية عن تلك المقدسات والحاقها بالأساطير الصهيونية والتي تفتقد للتاريخ والمرجعيات والتي تحاول اختلاق براهين لكذبتهم الكبرى وروايتهم الخيالية عن حقوقهم المزعومة.



في نفس الوقت قامت قوات الاحتلال الصهيوني بإطلاق الرصاص على شابة فلسطينية في جنين وهي قي داخل منزلها مما أدى إلى استشهادها على الفور وكل تلك الممارسات غائبة عن الإعلام فتوظيف دم اللبنانيين في بيروت توظفه حكومة الكيان الصهيوني من أجل التغطية على وحشيتها وعلى نهجها في تطبيق سياسة الضم الناعم دون ضجيج لوضع العالم أمام أمر واقع نتيجة لتلك السياسة بالإضافة إلى الرصاص المعدني والمطاطي الذي تطلقه دون تحفظ يذكر على المصلين الفلسطينيين الذين يصرون على إقامة صلواتهم في تلك الأراضي المهددة بالمصادرة ضمن إطار مشروع الضم، كل ذلك يحدث ضمن إطار المواجهات اليومية للشعب الفلسطيني العظيم، الذي ما يزال يمارس دوره الطليعي والنضالي في الدفاع عن المقدسات الإسلامية المهددة بطمس هويتها الدينية والعربية.



انه توظيف للماسي والآلام والدم والحزن الذي يخيم على لبنان والعرب جميعاً حول كارثة مرفأ بيروت من أجل مكاسب سياسية «قذرة» تعكس مدى أزمة الكيان الصهيوني، وما يتسرب من معلومات حول نية رئيس وزراءه تشكيل حزب سياسي والخروج من حزبه الليكود من أجل زيادة حجم المتطرفين اليمينيين في الكنيست المشؤوم والخروج من دائرة الضغط لتنفيذ مخططة الاجرامي والذي تجسده «صفقة القرن» دون انتظار للانتخابات الأميركية والتي تؤشر استطلاعاتها الى خسارة خليفة وعراب «صفقة القرن» الدولي الوحيد دونالد ترمب والذي مسته أيضاً لعنة فلسطين فحولته من مرشح وحيد الى خاسر مطلق.

عن ” الرأي” الأردنية