حديث القدس
قطاع غزة جزء أساسي من بلادنا فلسطين، وهو يعتبر من أكثر المناطق ازدحاماً بالسكان في كل العالم، اذ يعيش فيه حالياً اكثر من ٢ مليون انسان في ظروف معيشية صعبة للغاية بسبب الحصار الاسرائيلي والاوضاع الاقتصادية وتفشي البطالة.
وقد اعلنت شركة توزيع الكهرباء، قبل يومين، عن توقف محطة توليد الكهرباء بسبب نفاد الوقود، مما ينذر بكارثة انسانية وصحية في كل المجالات، حيث ان انقطاع الكهرباء يعني توقف كل سبل الحياة الطبيعية تقريباً في المعيشة والصحة والصناعة وغير ذلك الكثير، خاصة في ظل وباء الكورونا الذي يهدد حياة الملايين. وقد حذر جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار ان غزة تواجه مرحلة قاسية جداً خاصة في القطاع الصحي ومراكز الحجر الصحي التي تستضيف قرابة 2000 مواطن من العائدين الى القطاع، كما ان المسؤول النقابي في اتحاد العمال سامي العمصي قال ان 90٪ من المصانع مهددة بالتوقف وبالتالي بطالة نحو 50 الف عامل.
والاحتلال الاسرائيلي هو أول من يتحمل مسؤولية تردي الاوضاع بسبب الحصار الذي يفرضه من النواحي البرية والبحرية، وتظل الحدود مع مصر هي الرئة الوحيدة التي يمكن للقطاع ان يتنفس من خلالها. وقد زار وفد مصري البلاد مؤخراً وكان يهدف الى محاولة تهدئة الاوضاع وتخفيف الكارثة التي يعيشها القطاع، وكلنا أمل في ان تحقق هذه الزيارة اهدافها المرجوة ويعود الاهل هناك الى التنفس المعيشي.
ان القيادة في غزة مدعوة الى أمرين مهمين للغاية، الاول هو التعاون مع مصر بكل السبل الممكنة وازالة اية مخاوف من تسلل البعض للعمل ضد الاوضاع المصرية الداخلية، وكذلك لا بد من التعاون مع القيادة في الضفة والارتفاع فوق المصالح الفئوية.
والموضوع الآخر المعقد يتعلق بأن تعمل القيادة في غزة على نوع من التهدئة الميدانية ومراعاة كل الظروف والاحتياجات، وهذا امر ليس سهلاً ولكن لا بد من دراسته والتعامل معه بالجدية اللازمة.