ليس أمام شعبنا سوى الصمود فوق أرضه

حديث القدس

تزداد يوماً بعد آخر المؤامرات التي تحيط بقضيتنا وبشعبنا والتي جميعها تهدف الى تصفية القضية، وترحيل شعبنا عن أرضه ووطنه الذي لا وطن له سواه.

فعمليات القمع التي تمارسها قوات الاحتلال ضد أبناء شعبنا في الضفة الغربية والحصار المشدد المفروض على قطاع غزة، وسياسة هدم المنازل، والاعتقالات، وعمليات القتل بدم بارد، ومنع مواطني الضفة وقطاع غزة من الوصول للقدس، وما يجري فيها من عمليات تهويد وأسرلة وتزوير للحقائق والتاريخ وغيرها الكثير الكثير من الممارسات والانتهاكات اليومية، كلها تصب في محاولات تيئيس شعبنا لإرغامه إما على الخنوع والاستسلام وإما على تهجيره كما حصل عام ١٩٤٨ وعام ١٩٦٧.

والأدهى والأمرّ من ذلك ان هذه المماسات والانتهاكات المدعومة من قبل الولايات المتحدة الاميركية، وتحديداً وبدرجة كبيرة جداً، تمارس أمام مرأى ومسمع العالم قاطبة، دون ان يحرك ساكناً خاصة الدول التي ساهمت في قيام دولة الاحتلال والتي تدعي الديمقراطية وحقوق الانسان.

والعديد من الدول هذه تكتفي بإصدار بيان أو تصريحات الرفض، لذر الرماد في العيون رغم انه باستطاعتها، كونها من ساهم وأوجد دولة الاحتلال، الضغط عليها لوقف انتهاكاتها التي يندى لها جبين الانسانية جمعاء.

واذا ما أضفنا الى ذلك الاوضاع العربية المتردية، إما بسبب التطبيع مع دولة الاحتلال وإما بسبب الحروب الداخلية التي أعادت بعض الدول خمسين عاماً نحو الوراء ان لم يكن أكثر من ذلك، الأمر الذي ادى الى ابتعاد هذه الدول عن القضية الفلسطينية رغم انها قضية العرب والمسلمين الاولى، لأن القدس التي يجري تهويدها والمسجد الاقصى الذي يتم المس به من خلال الاقتحامات اليومية لقطعان المستوطنين والصلوات التلمودية التي تقام فوق أرضه، يخصان جميع المسلمين في كافة أماكن تواجدهم، وليس الفلسطينيين وحدهم الذين يشكلون رأس حربة في الدفاع عن الاراضي الفلسطينية، وعلى الجميع تحمل مسؤولياته تجاه تغول الاحتلال وعدم الاكتفاء بالتنديد والوعيد دون اية خطوات عملية على ارض الواقع ترغم الاحتلال على وقف سياساته الاحلالية والاقتلاعية.

بقي ان نشير الى انه في ضوء هذا الواقع الأليم، وأمام تصاعد المؤامرات والتحديات، فليس أمام شعبنا سوى مواصلة الصمود فوق أرضه ووطنه، لأنه من خلال هذا الصمود يفشل جميع محاولات الاحتلال وداعميه الرامية الى تهجيره وجعله يرفع الراية البيضاء ليتسنى لهذا الاحتلال مواصلة سلب الارض، وصولاً الى شعار الحركة الصهيونية من ان ارض اسرائيل من النيل الى الفرات.

وعلى الدول العربية وخاصة التي طبعت مع الاحتلال أو التي في طريقها للتطبيع، ان تعلم بأن الاحتلال يستهدف جميع الدول العربية بما فيها هذه الدول، لأن اهداف الصهيونية تتمثل في بسط النفوذ الصهيوني على كامل المنطقة العربية، بل ومنطقة الشرق الاوسط برمتها.

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

العرب وإسرائيل وبناء السلام الإيجابي

بقلم:د. ناجي صادق شراب الفرضية الرئيسية التي يقوم عليها البناء الإيجابي للسلام، هي العمل على …