ترامب حولها لمهزلة

29 أغسطس 2020آخر تحديث :
ترامب حولها لمهزلة
ترامب حولها لمهزلة

بقلم: محمد سلامة

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول مهرجان الحزب الجمهوري إلى مهزلة انتخابية، فللمرة الأولى يغيب عنه كبار رجالاته أمثال بوش الابن وكولن باول وجون بولتون، وإعلان أكثر من( 73) عضوا جمهوريا أنهم سيصوتون للمرشح الديمقراطي جو بايدن، وأنه (أي ترامب) عار على أمريكا والحزب الجمهوري معا.

افتتاح مهرجان الحزب الجمهوري بدا وكأنه حزب عائلة ترامب، فالكلمات كلها إشادة ومديح وغزل في شخصيته وإنجازاته وعلى الطريقة العربية، وكبار المتحدثين صهره جاريد كوشنر وزوجته وابناه وبنتاه وأصدقائه وآخرين من الصف الثاني والثالث بالحزب، مما يؤشر على أنه شق صف الجمهوريين، وخلال تجربته الأولى في الحكم أوجد شروخا غائرة في تركيبة المجتمع إضافة إلى سياساته وتعاملاته مع القضايا الدولية ومواجهة الصين وفشله في وقف التراجع أمام تمدد الهيمنة والنفوذ الروسي في العالم.

أحدث التصريحات ضد ترامب جاءت من المرشح الديمقراطي الأسبق للرئاسة الأمريكية آل غور الذي دعا صراحة إلى استخدام القوة الأمنية لعزل ترمب بعد الانتخابات في نوفبر القادم حال خسارته ورفضه التخلي عن السلطة، وهو يرد بصورة مباشرة على قوله :أن الطريقة الوحيدة لفوز جو بايدن هي التزوير بما يعني أنه (أي ترمب) لا يريد الاعتراف بنتائج الانتخابات حال خسارته لها.

الرئيس ترامب طبع صورته خلال السنوات الأربع الماضية بالعنصرية والمغامرة واقتراف الجرائم السياسية داخل أمريكا وخارجها، وزاد الطين بلة بتبعيته للوبي الصهيوني وتشبثه بسياسات ضد مصالح بلاده، وفشله في مواجهة المارد الصيني، والعبث الداخلي، فهناك أربعة مستشارين له احيلوا إلى القضاء، كما أن تعامله مع الإعلام والصحافة كان فجا، والأسوأ دفاعه عن الديكتاتورية في العالم، وكأنه يريد أن يقول إنها مناسبة لبلاده.

الولايات المتحدة بها مؤسسات دولة وبها دستور اتحادي ومحاولات الرئيس ترامب اللعب على الأمريكيين لتجاوزها والتشبث بالسلطة سيؤدي حتما إلى حرب أهلية ثانية لا يمكن لأمريكا أن تخرج منها سليمة، فقد زرع في عقول بعض قيادات الحزب الجمهوري ايدلوجيا متطرفة تحمل أفكارا يمينية شوفينية، تهدد السلم الاجتماعي بين الولايات ذاتها، وهؤلاء منساقون وراء أفكاره دون تمحيص.

انتخابات الرئاسة في 2020م، هي الأخطر منذ صعود الدولة الأمريكية كقوة عالمية، وتراجعها أو انحسارها له تبعات على الساحة العالمية، واثاره سوف يطال القارات الست، فالعالم بعد أمريكا لن يكون كما قبله، ومن يراهن على فوز ترمب بفترة رئاسية ثانية عليه مراجعة حساباته، فما يجري داخل أمريكا ينذر بكارثة عالمية، وعلى الدول الحليفة والتابعة لها أن تفكر مرات ومرات في سياساتها الخارجية وعلاقاتها مع دول العالم الأخرى.

عن “الدستور” الأردنية