بقلم: ڤيدا مشعور
رئيسة تحرير صحيفة “الصنارة”/الناصرة
“متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً..؟!” من أجمل أقوال الخليفة العادل عمر بن الخطاب..
في البرنامج الصباحي الذي بث أمس الاول في القناة العبرية 12 بثت المحطة مقطعا مصورا لمواطنة يهودية عنصرية أبدت خوفها من ركوب سيارة أجرة يقودها فلسطيني.. وبكل هدوء وثقة بالنفس أجابها السائق, وكأنه سئم من سماع هذا الإدعاء: لمَ الخوف؟ إذن انزلي من السيارة..!
استاء الضيوف المشاركون في الحلقة الصباحية من تصرف المرأة إزاء السائق الفلسطيني إلا مشتركة في الحوار أسمها معيان آدم.. التي أظهرت عنصرية واضحة ضد العرب و”تفهمت” خوف المرأة وحتى أضافت انه شرعي..!
شكرا للذين شاركوا ودافعوا “عنا”.. لكننا لا ننتظر الدفاع من أحد.. ولا نتفهم معيان التي ، بنفس الحلقة، ادعت ان أقرب صديق لها في العالم هو عربي!
لا نريد منكم الدفاع عنا! نريد منكم إصلاح أنفسكم ونفسياتكم وتصحيح ثقافة الكراهية المستشرية في مجتمعكم فعندها لن تكون حاجة للدفاع عنا!
ولمعيان وتلك المرأة العنصرية التي تتكلم ضد العرب أمام الطفلة التي كانت بصحبتها, ولكل “المدافعين” عنها أقول: إن الحديث عن الخوف هو مرحلة أخرى صعبة وأصعب من العنصرية لأن العنصرية يمكن وقفها في وضع معين مثلما حصل في جنوب أفريقيا… أما الكراهية, خاصة إذا أصبحت تُدرّس في بعض الأماكن, فهي حتماً تؤدي إلى منحدر ما بعده منحدر.. وتضعنا في خطر مخيف حقيقي وليس وهميا.
إن الشعور بالخوف من مواطنين يقطنون في نفس المكان هو بالأحرى كراهية!!… خطورته كمن يزرع بذور الكراهية في الجينات حتى قبل أن يولد الإنسان.
ماذا كانت ستفعل معيان لو أن طبيباً عربياً أراد الكشف عنها، والأطباء العرب يملأون المشافي في البلاد..؟! وبماذا تشعر “المسكينة” بخصوص القضاة العرب في المحاكم والمحاضرين في الجامعات؟ وبخصوص سائقي الحافلات والمنقذين على الشواطئ وموظفي البنوك والباعة في وسط تل ابيب والقدس وحيفا, وكل المدن..؟
هل ستحرّض ضد جميع هؤلاء المواطنين؟!
من الذي يجب أن يخاف بالفعل؟ ومن هو الذي يشعر بالخوف الحقيقي؟!
أليس هو المواطن الذي يُهان ويُهدَّد في المطار ويُمنع من ركوب الطائرة ويضطر الى البحث عن المأوى في ظلمة الليل..؟ والمواطن الذي يشتري منزلاً في مدينة أغلبيتها يهود ويُعتدى عليه ويُهدَّد؟ ومن يملك ارضاً لكن يمنع من بناء بيت عليها بحجة مسطح القرية/ المدينة المسموح البناء عليها؟ والمواطن الذي لا يستمتع بحقوق متساوية بينما يحرض المتطرفون اليمينيون في الحكومة ضده بدون أي رادع أو خوف؟ والذي يتكلم العربية فينظر اليه كخطر أمني فقط؟
أن يكون الإنسان حراً في هذه الدولة لا يعني تجرده من الأغلال والأصفاد فقط, بل يعني أن يعيش بكرامة وباحترام أسوة بالآخرين.
آن الأوان لسن قوانين واتخاذ قرارات صارمة ضد العنصرية وتطبيقها وتنفيذها.